أكد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، دعم بلاده للمجهودات "الكثيفة" التي تبذلها الجزائر من أجل الوصول الى حل سياسي للأزمة الليبية. أوضحت الخارجية في بيان لها أمس، أن لافروف نوه خلال المحادثات التي أجراها مع عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية، على هامش أشغال الدورة ال 4 لمنتدى التعاون العربي الروسي المنعقد بأبو ظبي، بمجهودات الجزائر من أجل تقارب الرؤى بين الفرقاء الليبيين والوصول إلى الحل السياسي المنشود. كما تناولت المحادثات بين الطرفين سبل التعزيز المستمر للعلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الأوضاع الراهنة في ليبيا ومنطقة الساحل والجهود المبذولة من أجل الحل السياسي للأزمات التي تعرفها المنطقة، وسجل مساهل ولافروف، تطابق وجهات النظر والتحاليل إزاء مجمل القضايا الاقليمية الراهنة، وشددا على ضرورة العمل على توفير الظروف اللازمة لتشجيع الحلول السياسية للأزمات في المنطقة، وأكدا -يضيف المصدر ذاته- على أهمية دعم المساعي الرامية إلى تجاوز العقبات التي تواجه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي من خلال الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بين الفرقاء، بما يمكن من إنهاء الأزمة ويفتح المجال أمام الليبيين لبناء مستقبلهم والتصدي للتحديات التي تواجههم وفي مقدمتها بناء مؤسسات البلاد ومكافحة الإرهاب. وقال مساهل في كلمة له في خضم أشغال الدورة "الجزائر تتشبث بقاعدة دبلوماسية راسخة تتمثل في تكريس مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها والحث على انتهاج المقاربة السياسية التي تعتمد على الحل السياسي عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية لحل الازمات التي طالت بعض البلدان العربية"، وأردف بخصوص الأزمة الليبية "الجزائر بذلت العديد من المجهودات لتشجيع الاطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي قائم على الحل السياسي والمصالحة الوطنية من خلال تبني الحوار الشامل الليبي-الليبي بين جميع الاطراف باستثناء الجماعات الارهابية المصنفة من قبل الاممالمتحدة بما يحفظ لليبيا وحدتها وسلامة ترابها وسيادتها ولحمة شعبها بعيدا عن التدخلات الأجنبية"، بعدما أشار في هذا الصدد إلى الزيارات المتعددة التي قامت بها إلى الجزائر جميع الأطراف الليبية الفاعلة. من جهة أخرى أبدى الوزيران إرتياحهما للمستوى "المتميز" الذي بلغته العلاقات الثنائية القائمة على تاريخ "طويل من الصداقة والتضامن"، مؤكدين حرصهما المشترك على مواصلة تكثيف التنسيق والتشاور السياسي إزاء مختلف القضايا على غرار الدورة الأخيرة للتشاور الاستراتيجي والأمني المنعقدة بموسكو شهر جويلية الفارط. وفيما يخص التعاون الثنائي أبرز بيان وزارة الخارجية تجديد الوزيرين التأكيد على مواصلة العمل من أجل تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين خاصة بعد الزيارة التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى موسكو شهر أفريل من 2016، والزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الروسية ديميتري مدفيديف، إلى الجزائر واللتين تندرجان في إطار تنفيذ إعلان الشراكة الاستراتيجية الموقع بين البلدين سنة 2001. هذا ويقوم مساهل اليوم الخميس، بزيارة عمل الى قطر يجري خلالها محادثات مع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمان آل ثاني، تتناول –وفقا لما أورده بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس- أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الاوضاع في ليبيا وسوريا وفلسطين وكذا سبل تعزيز التنسيق لمكافحة الارهاب.