تشكل القواميس على اختلاف محتوياتها كتبا قيمة يحرص الجميع على توفيرها حسب الاختصاصات, فنجد القواميس التي تعنى بالطب والقواميس التي تعنى بعلم الفلك وعلم الحيوان والبيئة والتربية وغيرها, ولكن يبقى القاموس اللغوي المبسط الذي يعنى بشرح المفردات وتقديم مرادفاتها وبمختلف اللغات من بين أهم الكتب التي يجب توفرها عند التلاميذ على اختلاف مستوياتهم. يبدأ عموما الطلب على القواميس عادة من طرف المعلمين ابتداء من السنة الثالثة ابتدائي في كل من اللغة العربية والفرنسية, حيث يبدأ الطفل انطلاقا من هذه السنة في دراسة مختلف النصوص اللغوية وتحليلها بغية الوصول إلى الفهم الصحيح لها, وخلال هذه السنة تحديدا يبدأ تعليم الطفل أبجديات البحث في القاموس ما يجعل الأولياء يوفرونه لأولادهم وبشهادة العديد من أصحاب المكتبات, فاقتناء القواميس يشهد انتعاشا كبيرا سواء من طرف الصغار لتعلم مبادئ اللغة الأم أو من طرف الراغبين في تعلم اللغات الأخرى وعلى رأسها الفرنسية والإنجليزية. تقول ليندة: «أدرك جيدا أهمية القاموس في التحصيل اللغوي للطفل, لذا وفرت لأولادي مجموعة من القواميس من أهمها القاموس عربي- عربي, فرنسي عربي, عربي فرنسي». هذا ويقبل العديد من الطلبة على كتب الصرف والنحو في مختلف اللغات, تقول نسرين طالبة جامعية: «كنت لا أتحكم جيدا في اللغة الفرنسية, لذا فالقاموس لا يفارقني أبدا, أفتحه متى وجدت بعض الوقت لأقرأ بعض الكلمات ومعناها, وما بقي أتعلمه من كتب النحو والصرف لنفس اللغة فتحسنت كثيرا». في حين يقبل البعض على نوع مبسط من القواميس يشرح مفردة واحدة بالعربية وما يقابلها في سبع لغات أشهرها: الفرنسية, الانجليزية, الايطالية, الإسبانية, الألمانية, الروسية, حيث تشكل هذه أبزر اللغات الحية التي يريد الكثير تعلمها ولا أفضل من القواميس لذلك, في حين يفضل البعض الآخر الاستعانة بالمناجد التي تحتوي على رصيد لغوي أوفر مما يحويه القاموس وإن كان سعرها مرتفعا نوعا ما. القاموس في شكل قرص مضغوط يعوض المطبوع هذا ما يؤكده العديد من الأولياء ممن حرصوا على أن تكون القواميس التي يدرس بها أولادهم على شكل أقراص مضغوطة بدلا من الكتب المطبوعة, وفي هذا الصدد تقول أم أنيس أنها تفضل المراجع على شكل قرص مضغوط بما في ذلك القاموس اللغوي لأولادها, وهذا لعدة أسباب أرجعتها المتحدثة إلى كون القواميس تحتل مكانا ويمكن أن تتلف في حال عدم حرص الأطفال على الحفاظ عليها, والأمر لا يختلف كثيرا عند الكبار, إذ يعتبرون القواميس الإلكترونية عملية أكثر, في حين لازال البعض الآخر يجد متعة كبيرة في تصفح القواميس المطبوعة, يقول سعيد: «أملك مكتبة صغيرة في البيت, تحتل القواميس فيها مساحة كبيرة, منها ما اشتريتها عندما كنت طالبا ومنها ما قدم لي هدية, ولكنني أحرص على المحافظة عليها إلى أن جاء اليوم الذي صارت تستعمل فيه من طرف أولادي». هذا وتشير إحدى المعلمات في الابتدائي أن الأولياء لا يبخلون على أولادهم بمختلف القواميس, وتضيف: «لكنهم وبالمقابل, لا يحرص الكثير منهم على تعليم أولادهم أهمية القواميس وكيفية استعمالها من أجل توسيع رصيدهم اللغوي وتلقي بذلك كل المسؤولية على المعلم الذي يتحمل عبء تعليم أزيد من ثلاثين تلميذا كيف يبحث في القاموس وهذا ما لا يمكن أن يتم, والدليل على ذلك وجود بعض التلاميذ من بلغوا مستوى تعليمي معين, ولكنهم لا يعرفون كيف يبحثون في القاموس, في حين لا يفتحه آخرون إلا إذا أجبروا على ذلك». إن استعمال الطفل للقاموس في سن مبكرة يمكنه من توسيع معارفه اللغوية التي تمنح له دعما كبيرا في مشواره الدراسي, ولهذا على الأولياء تعليم الإبن استعمال هذا النوع من التدعيم حتى يتعودوا على استعمالها من جهة, ولترسيخ المعلومات التي يتلقونها في كل مراحل حياتهم.