أشرف مدير المتحف الوطني للفن والتاريخ بولاية تلمسان نهاية الأسبوع، رفقة عدد من إطارات الثقافة بالولاية على افتتاح معرض في قاعة العروض بالمتحف العمومي ضم مجموعة وفيرة من اللوحات التشكيلية للفن المنمنمات تجاوزت 25 لوحة تصور الوقائع التي تعانق هموم وطموحات إنسانية وتعبر عن دواخل الذات المبدعة وترى فيها عماد المجتمع كما تقول الفنانتين "مطري إيمان"و"طاشمة ربيعة". حيث بقيت المواضيع التي عالجتها الفنانتان من خلال الصور التي تم عرضها في إطار التقاليد والعادات الموروثة بشتى وظائفها وظيفة الأنثى وتتمثل في لوحة (الرقص والغناء والموسيقى) وظيفة الأمومة والمرأة العاملة لوحة (الحياة والبيئة) كما كرستا فن المنمنمات لصورة المرأة على الطابع التزييني للشكل العام وعلى شاعرية رفيعة تبرز في اختيارهما الدائم لموضوع المرأة الحياتي كروح قبل الجسد فما من لوحة يبدو من خلالها الوجه مكتملاً إلا أنه يشكل في النهاية حالة تعبيرية تحتاج إلى الدقة في العمل والدأب والصبر والمثابرة، فقد أبهرنا بالفعل أما تقنيا أي كيف تبدو المرأة في أعمالها، فأشارتا إلى أن أعمالهما عبارة عن أحلام أو تجسيد لأحلام تعبّر من خلالها عن المرأة الجزائرية وكيف تتمنى هي أن تكون وأن يُنظر إليها، وكيف تستطيع أن تحقق الأحلام الخاصة بها وصولا إلى أجمل صورة في السياق نفسه وعن ما إذا كانت المرأة في لوحاتها هي المرأة ذاتها التي تتكرر بالفعل هي كذلك خاصة في تلك الوجوه الجانبية التي تظهر فيها عين واحدة للمرأة، إنها النظرة المستقبلية إذا وضعنا هذا التأويل في سياق الإجابة وبهذا المعنى التقني والأسلوبي تعبران عنه وتحاولان أن تعرض أحلامها وقد جسدتها ملونةً وتليق بالمكانة الحقيقية للمرأة. ومن هنا هذا التوازي بين التعبير في الوجوه النسائية والألوان بحيث أنهما يعبّران معا عن هذا الحضور للمرأة، وهكذا أرادتا للمرأة أن تكون بهية مثلما هي الألوان وخاصة في التذهيب الموجود في الزخرفة وشخوص المنمنمات وكشفت الفنانتان –إيمان مطري وطاشمة ربيعة- أن هذا المعرض جاء بعد مشاركات عديدة لهما في معارض جماعية، وتوجهتا بالشكر للمتحف وإدارته على إتاحة هذه الفرصة لهما التي اعتبرها خطوة مهمة في حياتهما.