لا يزال سكان بلدية بابور بسطيف يعانون في الوضع الراهن من شبح البطالة الذي نخر أجساد الشباب، ونقص في التهيئة العمرانية مع انعدام غاز المدينة بالإضافة إلى نقص المرافق الشبابية ومشكل إهتراء الطريق حيث أضحت هذه الأخيرة رمزا للإقصاء والتهميش على حد تعبير السكان. أعرب السكان في تصريحهم ل"السلام اليوم" عن استيائهم وتذمرهم من الظروف الاجتماعية الصعبة بسبب ركود الحركة الاقتصادية ونقص أشغال المشاريع المحلية التنموية في بعض الأحياء التابعة لها وانعدام غاز المدينة، ونقص في التهيئة والمرافق الشبابية، حيث أضحت معاناة السكان تتفاقم يوميا رغم تدخل السلطات المحلية لاحتواء الوضع في عدة مناسبات وبتجنيد جميع الوسائل والإمكانيات المتاحة لها لكن ضعف الميزانية المحلية هي السبب الرئيسي في مأساتهم، حسب تبريرات سلطات البلدية التي أرجعت في تصريحات عديدة لها على لسان مسؤوليها نقص التهيئة والمشاريع إلى عجز البلدية في الاستجابة لكل تطلعات المواطنين. كما صرح لنا بعض شباب المنطقة خاصة الجامعيين منهم أنهم يعيشون معاناة يومية، نتيجة أزمة البطالة الخانقة التي لا مفر منها بسبب نقص المشاريع التنموية في بعض الأحياء منذ عدة سنوات وعدم توفرها على مصانع وشركات، وما زاد الطينة بلة - حسب هؤلاء الشباب - هو نقص المرافق الشبابية والرياضية والترفيهية، حيث صرح بعض الشباب أن هذا النقص أضحى يؤثر عليهم سلبيا، مما ينعكس على يومياتهم خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة من جهة ومخافة دخولهم في ظلمة عالم المخدرات والانحرافات التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. أما عن المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدث ولا حرج، حيث تخلو من دار الشباب ومراكز للترفيه الذي يعتبر من الضروريات في حياتهم لكن لم يعرفوا سوى حالة العزلة والظلام، وهو ما جعلهم يناشدون السلطات المحلية ببذل مجهودات مضاعفة من أجل تلبية حاجاتهم وإخراجهم من هذه الدوامة. وأضاف الشباب في معرض حديثهم للسلام، أنهم لا يجدون أمامهم سوى الشارع يقضون فيه معظم أوقاتهم، مما يشكل تهديدا على مستقبلهم، وهو ما زرع الخوف لدى الأولياء. من جهة أخرى، صرح لنا بعض السكان أن معاناتهم متواصلة نتيجة حالة الطريق المتدهورة التي ساهمت بشكل كبير في تشكيل البرك المائية والأوحال في موسم تساقط الأمطار، فالطريق كانت في وضعية حسنة منذ عدة سنوات غير أن الإهمال وغياب الصيانة كان وراء تلف جزء منه، وهو ما تسبب في مشاكل عديدة لأصحاب المركبات الذين اشتكوا من حدوث أعطاب بمركباتهم جراء الحفر الكبيرة الحجم والمطبات التي يصطدم بها أصحاب المركبات، وفي هذا السياق أشار محدثونا أن بعض سيارات الأجرة يرفض أصحابها الدخول إلى أحياء البلدية بسبب وضعية طرقاتها المتدهورة، وفي حال قبولهم لطلب الزبائن يتعمدون رفع التسعيرة. وفي ذات السياق، أضاف محدثونا أنهم طالبوا السلطات المعنية بتزويدهم بغاز المدينة من أجل وضع حد لمعاناتهم اليومية المتواصلة منذ فجر الاستقلال، حيث أنهم يستعينون بقارورة غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات اللازمة رغم ارتفاع أسعارها في السوق خاصة وأنهم يقطعون مسافات للتزود بهذه المادة الأساسية، مشيرين إلا أن الوضعية تتعقد أكثر في فصل الشتاء، حيث تعرف مادة الغاز ندرة على مستوى نقاط بيعها، لاسيما في الأيام التي تشهد تساقط كميات كبيرة من الثلوج، مضيفين أنهم راسلوا السلطات المعنية المتمثلة في مديرية الطاقة والدائرة من أجل برمجة مشروع لربط البلدية بغاز المدينة إلا أنهم لم يتلقوا أي رد. وفي ظل النقائص المتعددة التي تعاني منها بلدية بابور، يطالب قاطنوها السلطات المحلية بالتدخل العاجل لانتشالهم من وضعهم المأساوي الذي طال لسنوات عديدة تجرعوا خلالها كل أنواع المعاناة والتهميش، وهم يأملون في أن تشملهم عملية التهيئة قبل نهاية السنة الجارية وتحسين الإطار المعيشي بالمنطقة.