لايزال سكان بقعة أهل الشاوي ببلدية الابيض مجاجة الواقعة على بعد 16كلم شمال عاصمة الولاية، يعانون منذ سنوات من التهميش والإقصاء الذي يتكبدونه يوميا جراء شبح البطالة الذي نخر أجساد الشباب ونقص التهيئة العمرانية،ونقص المرافق الشبابية ومشكل إهتراء الطريق الرابط بين قريتهم ومركز البلدية نتيجة الحفر والبرك المائية في موسم تساقط الأمطار هاجس السكان والواقع المعيشي المر، حيث أضحت هذه الأخيرة رمزا للاقصاء والتهميش حسب تصريح السكان. وعبروا عن استيائهم وتذمرهم من الظروف الاجتماعية الصعبة بسبب ركود الحركة الاقتصادية ونقص أشغال المشاريع المحلية التنموية،وهو ما يعتبر المطلب الملح من طرفهم،وكذا نقص التهيئة والمرافق الشبابية، حيث أضحت معاناة السكان تتفاقم يوميا رغم تدخل السلطات المحلية لاحتواء الوضع في عدة مناسبات وبتجنيد جميع الوسائل والإمكانيات المتاحة لها لكن ضعف الميزانية المحلية حسب تعبير هؤلاء السكان انعكست على هذه الأخيرة التي أمست جسدا من دون روح. وصرح لنا بعض شباب المنطقة خاصة الجامعيون منهم أنهم يعيشون معاناة يومية، نتيجة أزمة البطالة الخانقة التي لا مفر منها بسبب نقص المشاريع التنموية في بعض الأحياء منذ عدة سنوات، حيث صرح بعض الشباب لجريدة الوطني أن هذا النقص أضحى يؤثر عليهم سلبيا حيث ينعكس على يومياتهم خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة من جهة ومخافة دخولهم في ظلمة عالم المخدرات والانحرافات التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه والذي تتضح معالمه في أخبار المحاكم والذي نهايته تؤول إلى الانتحار أو الموت البطيء من جهة ثانية. فحالة العزلة والظلام الحالك الذي يخيم عليهم مسببا قلقا ومللا في نفوسهم جعلهم يناشدون السلطات المحلية ببذل مجهودات مضاعفة من أجل تلبية حاجاتهم وإخراجهم من هذه الدوامة. من جهة أخرى صرح لنا بعض السكان أن معاناتهم متواصلة نتيجة حالة الطريق المتدهورة التي ساهمت بشكل كبير في تشكيل البرك المائية والأوحال في موسم تساقط الأمطار، فالطريق كانت في وضعية حسنة منذ عدة سنوات غير أن الإهمال وغياب الصيانة كان وراء تلف جزء منها. فالطريق اليوم فقدت صبغتها الحضارية ويتجلى ذلك في الحفر والبرك المائية المنتشرة في بعض أرجائها وكانت وراء إصابة السيارات بالأعطاب رغم أن الطريق كثير الاستعمال من طرف السكان وجراء ذلك أضحت القرية في عزلة شبه تامة بسبب هذا الأخيرحسبهم وفي ذات السياق أضاف محدثونا أن سكان القرية طالبوا من السلطات المعنية تزويدهم بغاز المدينة من أجل وضع حد لمعاناتهم اليومية المتواصلة منذ فجر الاستقلال، حيث أنهم يستعينون بقارورة غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات اللازمة رغم ارتفاع أسعارها في السوق وولوج المضاربة في هذه المادة خلال فصل الشتاء على وجه الخصوص و يقطعون مسافات للتزود بهذه المادة الأساسية من محطات بيع الغاز أو بائعي التجزئة عن طريق التنقل بواسطة المركبات بحوالي 250 دج للقارورة، حيث أضحت هذه الأخيرة المطلب الملح من طرفهم في تصريحهم إذ أنهم بأمس الحاجة إليها، حيث وجدوا أنفسهم بين الافتقار وقلة المداخيل مع العلم أنها منطقة جبلية تمتاز بالبرودة في فصل الشتاء.