جدد سكان حي السكة الحديدية في بلدية الرويبة شرق العاصمة رفع مطالبهم للسلطات المحلية والمتعلقة بالتهيئة وتوفير المرافق الضرورية على غرار سوق يومي صغير يلبي احتياجاتهم في ظل غياب محلات تجارية إلى جانب نقائص أخرى يعاني منها سكان الحي الذي غالبيتهم من عمال الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية. السكان أكدوا أنهم راسلوا السلطات المحلية في مناسبات سابقة عديد المرات من أجل لفت انتباهها لمشاكلهم التي يتخبطون فيها منذ سنوات، إلى جانب نقائص أخرى أرقتهم وحولت يومياتهم إلى جحيم، رغم قربه من مركز المدينة الذي يبعد عنهم بحوالي 3.5 كلم، مشيرين في حديثهم ل"السلام" أن وضعية الحي تزداد تدهورا مع مرور السنوات، مطالبين بحقهم في المشاريع. الحي على حاله منذ 20 سنة وقال أحد القاطنين بالحي، أن هذا الأخير لم يشهد أي تغييرات منذ 20 سنة حيث تم تدشينه، مشيرا إلى أن الوضع في تدهور، والزائر للمجمع السكني التي عرف توسعا عمرانيا في السنوات الأخيرة أن حاله يزداد سوءا مقارنة بالسنوات الفارطة، مشيرين إلى حرمانه من كل البرامج التنموية التي من شأنها تحسين الوضع به. وعبر غالبية المواطنين الذين التقت بهم الجريدة عن استيائهم من غياب السلطات المحلية وإقصائهم من المشاريع الجوارية التي استفادت منها أحياء مجاورة أخرى تابعة لنفس البلدية، ومما زاد من سخط هؤلاء هو تجاهل المسؤولين لجل المطالب التي رفعوها خلال سنوات تواجدهم بالسكنات التي يقيمون بها منذ أزيد من 20 سنة، وما زاد من استيائهم الشديد أن حيهم يقع على بعد أمتار من الطريق الوطني رقم 05 وبمحاذاة مقبرة القدحية، ورغم هذا يتم تهميشه. سكان يعتمدون على حافلات النقل لبلديتي خميس الخشنة وحمادي يضطر السكان القاطنون بحي المحطة، الانتظار في الموقف المتواجد على الطريق الولائي رقم 121 بمحاذاة مقبرة "القدحية" لقرابة النصف ساعة قدوم الحافلات العاملة على خطي خميس الخشنة وحمادي، في ظل انعدام خط نقل مباشر يربط الحي بمركز المدينة، مما سبب لهم مأساة حقيقية يتكبدون عناءها يوميا، وحسب ما أفاد به محدثونا فإن أغلب المواطنين يضطرون للمشي مسافة تفوق ثلاثة كيلومترات من أجل بلوغ مركز البلدية الرويبة، وهو الأمر الذي أضحى يشكل هاجسا يؤرق قاطني الحي خاصة بالنسبة لكبار السن فضلا عن فئة العمال وتلاميذ المدارس الذين يضطرون إلى التنقل يوميا من والى مقرات عملهم أو المؤسسات التعليمية، وبات انعدام خدمة النقل على مستوى الحي يؤرق العديد، ولحسن الحظ – يقول السكان – أن حافلات النقل الخاصة العاملة على مستوى خط الرويبة – خميس الخشنة تتوقف بالموقف القريب من الحي مما ساعدهم على التنقل، وأضاف السكان أنه في حال امتلاء حافلات النقل بالركاب يضطرون للانتظار فترة من الزمن أو المشي مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مركز المدينة. وقال تلاميذ المدارس أن سائقي حافلات النقل على مستوى خط الخميس – الرويبة يرفضون صعودهم الحافلة ونقلهم بحجة أنهم لا يدفعون التذكرة المحدد ب 15 دج، فيما يرأف بعض السائقين لحالهم ويقومون بنقلهم إلى الحي في الفترة المسائية فقط. وعليه طالب سكان الحي السلطات المعنية بتوفير خدمة النقل، وتزويدهم بخط خاص بهم يربطهم بمركز المدينة الرويبة لفك العزلة عنهم، وإنهاء معاناتهم مع المشي يوميا، خاصة وأنهم يشكلون كثافة سكانية معتبرة. السكان يشتكون انتشار السرقة يشكو قاطنو حي السكة الحديدية من غياب الأمن، الأمر الذي بات يهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم بعد عمليات سرقة طالت عديد القاطنين بالحي في وضح النهار وبأزقته، وحسب تصريحات بعض السكان فان غياب الأمن أصبح هاجسا يؤرقهم، خاصة بعد عمليات سرقة طالت عدد من المواطنين، كان أخرها تعرض فتاة إلى سرقة من قبل شباب ترصدوا عبورها بأحد أزقة الحي الخالية، مستغلين الطريق الوحيد الذي يسلكه السكان من أجل بلوغ موقف الحافلات لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في ظل غياب تام لمصالح الأمن، وناشد هؤلاء المصالح الأمنية للقيام بدوريات أمنية على مستوى الحي والتدخل من أجل وضع حد للنشاط الإجرامي المتنامي بشكل رهيب، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في توفير الأمن وتأمين ممتلكات السكان. مع الإشارة إلى أنه يوجد حاجز أمني على مستوى الطريق المؤدي للرويبة عند المدخل على بعد 2 كلم لكن هذا لم يمنع من انتشار اللصوص بالحي مثلما جاء على لسان بعض قاطنيه. انعدام محلات تجارية زاد من متاعب المواطنين يضطر قاطنو حي السكة الحديدية، أو كما يطلق عليه "لاباز" التنقل إلى مقر بلدية الرويبة من أجل اقتناء أبسط حاجياتهم من حليب وخبز وغيرها في ظل غياب محلات تجارية بالحي تلبي احتياجاتهم وتجنبهم قطع مسافات من أجل اقتناء كل ما يحتاجون إليه. وقد طالب السكان بسوق جوراية، تنظم تسوقهم وتعفيهم من عناء التنقل إلى مقر البلدية أو البلديات المجاورة، متسائلين عن الأسباب التي حالت دون تجسيد المشروع على مستوى المنطقة التي تشهد كثافة سكانية معتبرة. وبحسب السكان، فإن فتح سوق جوارية على مستوى الحي من شأنه أن ينهي معاناتهم مع قطع مسافات طويلة لأجل التسوق، كما من شأنه أن يغلق الباب أمام بعض الباعة الفوضويين الذين استغلوا فرصة غياب السوق ورفعوا من سعر الخضر والفواكه. وما زاد من استياء سكان الحي أنه هذا الأخير لا يتوفر على المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية ولا مخبزة، حيث يضطرون لقطع مسافات من أجل اقتنائها من المحلات المتواجدة بمركز المدينة، وقال السكان أن هذا الوضع جعلهم يفضلون اقتناء حاجياتهم بكميات تسد حاجة يومين فيما يفضل البعض اقتناء كل ما يلزمهم من المحلات التجارية الواقعة بحي السباعات الذي يقع على الجهة الأخرى من الطريق السريع مما يكبدهم معاناة نفسها بسبب قطعهم مسافة مشيا على الأقدام أو انتظار قدوم الحافلات المتجهة نحو حمادي وخميس الخشنة وأولاد العيد في الرويبة. لا أثر للتهيئة بالحي الزائر لحي السكة الحديدية يلاحظ خلال تجوله بأزقته الغياب التام لتهيئة الحضرية للطرق والمساحات التي تتوسط السكنات، فمنذ تدشين الحي السكني التي فاق عمره 20 سنة، إلا أن أرضية الأحياء لا تزال ترابية، خاصة بالنسبة للعمارات الواقعة مقابل مقبرة "القدحية"، حيث لم يتم تهيئة محيط هذه الأخيرة لتبقى الأرضيات المحيطة بها ترابية في صورة شوهت الطابع الحضري للحي، ومشكل يؤرق السكان، فقد صرح المواطنون في حديثهم ل "السلام" أن غياب التهيئة الحضرية لمرافق الحي ساهم في تأزم معاناتهم خاصة في فصل الشتاء وتهاطل الأمطار، ليصبح المرور من تلك الطرقات والمسالك الترابية أمرا مستحيلا، خاصة بالنسبة لتلاميذ المدارس، وحسب أحد المواطنين فإنه مع حلول كل فصل شتاء يصبح جل المواطنين مضطرين إلى مرافقة أبنائهم وإيصالهم إلى المدارس خوفا على سلامتهم، من انزلاقات التربة والسيول التي تشكلها الأمطار، وأعاب السكان على السلطات المحلية عدم تهيئتها للأحياء رغم الطلبات المتكررة والنداءات التي تقدمت بها على مستوى مصالح البلدية، اذ طالب السكان مرارا بتعبيد الأرضيات والطرقات التي تتحول خلال تهاطل الأمطار إلى برك مائية تمتزج مع الأوحال مشكلة مشهدا مقززا فضلا عن صعوبة اجتيازها، لكن كل هذه المطالب لم تجد أذانا صاغية، لتبقى معاناة السكان متواصلة مع حلول كل فصل شتاء. غياب مرافق جوارية رغم توفر الوعاء العقاري رغم توفر الوعاء العقاري بحي السكة الحديدية إلا أن غياب المشاريع لإنجاز مرافق جوارية شبه منعدمة، ليبقى المواطن المتضرر الوحيد من نقص هذه الأخيرة على غرار مسجد وقاعة علاج، سوق جواري وقاعة رياضية، وأكد ممن تحدثنا إليهم أنهم طالبوا السلطات المحلية عدة مرات ببرمجة مشروع لإنجاز قاعة علاج بقطعة أرضية شاغرة موجودة بمحاذاة الحي، إلا أنه لم يتم استغلالها من قبل السلطات لحد الآن، ليستولي عليها بعض الشباب ويحولوها لموقف للسيارات. كما عبر المواطنون عن استيائهم بسبب طول انتظار تسلم حيهم لملعب جواري معشوشب اصطناعيا رغم تزايد عدد الشباب بالمنطقة، مطالبين السلطات التحرك والاستجابة لمطالبهم المتعلقة بالنقائص الموجودة على مستوى حيهم. السكان يأملون أن تمسهم أشغال التهيئة في القريب انطلاق أشغال تهيئة الطريق الولائي رقم 121 الرابط بين الرويبة وخميس الخشنة في شطره الرابط بين "القدحية" ومركز المدينة الرويبة منذ أشهر، وشروع المصالح في تهيئة الأرصفة وغرس الأشجار أعاد الأمل لسكان حي السكة الحديدية الواقع بمحاذاة الطريق المذكور، حيث يعلقون أمالا كبيرا أن تشملهم أشغال تهيئة الأرضيات التي تتوسط الحي، إلى جانب استفادته من مشاريع أخرى قد تساهم في تخفيف معاناتهم ومتاعبهم في التنقل إلى مقر البلدية لقضاء حاجياتهم.