فتح أمس، رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان، على السلطات الفرنسية التي تستعد لإقرار قانون حول إبادة “الأرمن” من قبل الأتراك، وقال لهم إذا أردتم فتح تاريخ المجازر “أنظروا إلى تاريخكم القذر والدموي في الجزائر”، في إشارة إلى رفض باريس الاعتراف بجرائمها الاستعمارية. ودعا أردوغان على هامش استقباله لرئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل النواب الفرنسيين، إلى التراجع عن قانون يحظر إنكار وقوع “إبادة” الأرمن، وقال إنه “إذا كان البرلمانيون في فرنسا يريدون فتح ملفات تاريخية أنصحهم بتسليط الضوء على الأحداث التي عرفتها الجزائر لكشف جرائم الجنود الفرنسيين”. ويستعد البرلمان الفرنسي للمصادقة الخميس القادم على مشروع القانون المطروح يجرم إنكار اعتبار قتل الأرمن بأيدي قوات الإمبراطورية العثمانية إبادة. وفي حال تمت المصادقة على القرار كما هو متوقع، فإن أي شخص في فرنسا ينكر علنا وقوع الإبادة يواجه حكما بالسجن لمدة عام أو غرامة قدرها 45 ألف أورو (58 ألف دولار). وذهب أردوغان أبعد من ذلك عندما هاجم البرلمان الفرنسي بالقول “لايوجد مؤرخ يرى مجازر في تاريخنا ومن يريد معرفة المجازر لابد أن يتحولوا لتاريخهم القذر والدموي”، في إشارة إلى مجازر الفرنسيين في الجزائر. وترفض السلطات الفرنسية إلى اليوم الإعتراف بجرائمها الإستعمارية في الجزائر بعد قرابة نصف قرن من الإستقلال. ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى منع إقرار قانون “إبادة” الأرمن، محذرا من عواقب وخيمة في حال إقراره. وأكد أردوغان أن مشروع القانون هذا يستهدف الجمهورية التركية والأمة التركية والجالية التركية في فرنسا وهو عمل عدائي”. وقال أردوغان في رسالة إلى ساركوزي “أود أن أقول بشكل واضح أنه اذا اتخذت هذه الإجراءات فإن تداعياتها على العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية وفي كل المجالات مع فرنسا ستكون خطيرة”. وتقول إرمينيا إن نحو 1,5 مليون من أبناء شعبها قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى على يد قوات الأمبراطورية العثمانية السابقة. وترفض تركيا مصطلح “الإبادة” وتقول إن ما بين 300 و500 ألف أرميني، وعدد مماثل من الأتراك، سقطوا في القتال أو بسبب المجاعة عندما تمرد الأرمن واصطفوا مع القوات الروسية الغازية.