في هذا الحوار الطويل الذي أجراه أمس مع موقع “سوفوت فوت 356”، أماطة الناخب الوطني اللثام عن العديد من المسائل المتعلقة بالمنتخب الوطني بعد مضي ستة أشهر على تنصيبه، وكذا عن طموحاته مع الخضر والأهداف التي حددها مع الاتحادية، ناهيك عن رأيه في اللاعبين الذين قام بمعاينتهم مؤخرا، ومباراة الجولة الأولى من تصفيات أمم إفريقيا 2013 في بانغول أمام المنتخب الغامبي. سجلت حضورك في الحفل السنوي الذي تنظمه “الفيفا” لاختيار أفضل لاعب..هل منحت صوتك لميسي؟ في الحقيقة كنت مترددا من قبل في حضور الحفل، لأن هذا النوع من الحفلات لا يستهويني كثيرا، وعادة ما أرفض حضور الحفلات الرسمية، خاصة أنني شخص متواضع ولا أحبذ الظهور كثيرا، وتواجدي كان بدعوة من يومية “فرانس فوتبول” الفرنسية، أما فيما يخص صوتي فقط منحته لتشافي وليس للأرجنتيني ميسي. ولم تشافي بالضبط وليس لاعبا آخر ضمن المرشحين؟ لأن بكل بساطة أرى أن تشافي هو الأحسن، بالنظر إلى المستوى الثابت الذي يقدمه على مدار السنوات الأخيرة في البرصا وحتى في المنتخب الإسباني، هذا لا يعني أن ميسي لا يستحق اللقب، لكن هذا رأيي الشخصي، وأجدد التأكيد على أن تشافي هو الأفضل على الإطلاق في السنوات الأخيرة. بعد مضي نصف عام على تنصيبك على رأس المنتخب الجزائري، كيف تقيم مسيرتك إلى حد الآن؟ الحديث عن مثل هذه الأمور سابق لأوانه، لأنني لا زلت في بداية المشوار ما دام أن في الأشهر الستة الأولى قدت المنتخب سوى في مواجهتين فقط وواحدة منها كانت ودية، وبالتالي الحديث عن مثل هذه الأمور سابق لأوانه، هناك عدة أمور يجب إعادة النظر فيها، ولكي أصحح هذه الأخطاء وأدفع عجلة الكرة الجزائرية يلزمني وقت طويل جدا، لكن الوقت حاليا ليس مواتيا لسرد مثل هذه الحقائق لأنه لو خضنا فعلا في الحديث عن الواقع المرير للكرة الجزائرية، سنستغرق ساعات وساعات دون أن نصل لأي نتيجة، كما أنني مرهق للغاية ويجب أن ألتحق بالفندق الآن. مواجهة هامة تنتظرك يوم 29 فيفري المقبل خارج الوطن وتحديدا بالعاصمة بانغول أمام المنتخب الغامبي، كيف تتوقعون أن تكون هذه المواجهة؟ الأمر لن يكون هينا وأدرك جيدا صعوبة المأمورية، لأنه لن يكون بوسعنا إجراء تربص تحضيري خاص بهذا اللقاء، وسنجري حصة واحدة فقط بعد وصولنا للعاصمة بانغول والتي ستكون قبل 24 ساعة على موعد اللقاء، وهو أمر غير كاف. لكنك مطالب بإيجاد الحلول أليس كذلك؟ أتمنى ذلك، لكن ما يرهقني حاليا ليس ظروف الإقامة ولا حتى المناخ الذي عادة ما تشتكي منه أكبر المنتخبات العالمية، ولكن أرضية الميدان التي أتمنى أن تكون صالحة، لكي يتمكن اللاعبون من بلورة لعبهم ومواجهة الخصم بقوة وعدم ترك أي مجال لهذا المنتخب للفوز. الظروف المناخية وحتى ظروف الإقامة ستكون رائعة خاصة أن المنتخب الجزائري لم يشتك يوما من ذلك في السابق خلال مواجهته لهذا المنتخب سنة 2007؟ إذا كان ذلك صحيحا فعلا سيكون أمرا جيدا، لكن الأمور التي شاهدتها خلال معاينتي لشريط المواجهة التي جمعت الجزائر بغامبيا ظهرت فيه أمور غير رياضية بعد المواجهة ومناوشات بين اللاعبين جعلتني أتخوف كثيرا من هذا اللقاء. إذا كنت تقصد الأحداث التي واكبت المباراة يجب أن تدرك أن اللاعبين الجزائريين هم من تسببوا فيها واستفزوا لاعبي غامبيا. لست على علم بالأمر، لكن مهما يكن سأحاول أن آخذ التدابير اللازمة لكي نتفادى حدوث أمور مماثلة مستقبلا. عدم تحضيرك لهذا اللقاء الواعد والهام سيحتم عليك التنقل من أجل تخفيف الأضرار أليس كذلك؟ أبدا، سنذهب إلى العاصمة بانغول من أجل الفوز ولن نرضى بديلا عن ذلك، وأفتح قوسا صغيرا في هذا الصدد لأطالبكم أنتم الصحفيون بعدم الاستهانة بمنتخبكم ورؤية الأمور بعين متفائلة وهو الأمر الذي أسعى أنا أيضا للعمل به، لغرس الروح القتالية في نفسية اللاعبين وحثهم على استعادة الثقة بالنفس وكذلك لزرع نغمة الفوز فيهم، علما أن المنتخب الجزائري لم يتمكن من الفوز خارج القواعد منذ مواجهة زامبيا في التصفيات المزدوجة والمؤهلة لكأس العالم 2010 وأمم إفريقيا في نسختها السابقة. اللاعبون الجزائريون يتألقون حاليا على غرار فيغولي مهاجم فالنسيا؟ أدرك ذلك جيدا، لكن هذا اللاعب شاب ولا يمكنني الاعتماد عليه في المواجهة المقبلة بالنظر لنقص الخبرة لديه لتسيير الأمور في أدغال إفريقيا، شأنه في ذلك شأن اللاعب بودبوز الذي لا يملك المرفولوجية المثالية والخاصة بمثل هذه المواجهات، وأفضل في المقابل استعمال لاعبين أقوياء من الناحية البدنية، ويحسنون استرجاع الكرات جيدا ويحاربون فوق أرضية الميدان، على عكس الثنائي بودبوز وفيغولي اللذين أفضل استغلال مهارتهما داخل الديار، والدليل القاطع الذي يثبت صحة ما أقول يكمن في افتقار بودبوز وفيغولي لأدنى خبرة في أدغال إفريقيا، وعليه لا يجب أن نكذب على أنفسنا ويجب رؤية الأمور بعين منطقية واستبعاد الأحاسيس. هل أنهيت معاينتك للاعبي البطولة الإسبانية؟ لا يمكن أن أجيب على هذا السؤال، لكن في المقابل أؤكد لكم أن معاينتي لجميع لاعبي المنتخب الجزائري واللاعبين ذوي الجنسيات الجزائرية أيضا ستستمر لغاية نهاية الشهر الجاري. هل عاينت اللاعب الجزائري لنادي ريال سوسيداد كادامورو على التوالي؟ نعم، عاينت هذا اللاعب وشاهدته جيدا خلال المواجهة الأخيرة التي خاضها مع فريقه. ماهي انطباعاتك بشأن مستوى هذا اللاعب؟ كادامورو يملك إمكانيات كبيرة وهو قوي البنية أيضا، لكن عليه العمل أكثر من أجل بلوغ قمة العطاء ولكي يضمن مكانته في المنتخب. هل سيكون هذا اللاعب ضمن القائمة التي ستستدعيها لمواجهة المنتخب الغامبي؟ لست أدري، خاصة أن الحديث عن القائمة أمر سابق لأوانه، ويجب أن أنتظر لغاية نهاية هذا الشهر لإعداد تقريري الخاص بمستوى كل لاعب من لاعبي المنتخب الجزائري، والذي سأعتمد عليه في إعداد القائمة النهائية، خاصة أن لعنة الإصابات أمر غير مستبعد قبل هذه المواعيد ويجب أن أكون عقلانيا حتى أسيّر الأمور بحكمة.