أكد الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش خلال هذا الحوار الذي خص به ثلاث يوميات ومن بينها ”البلاد”، وذلك على هامش حفل الكرة الذهبية للفيفا، أن المنتخب الوطني سيتنقل إلى العاصمة بانجول يوم 27 فيفري المقبل من أجل الفوز أمام نظيره الغامبي وذلك على الرغم من صعوبة المأمورية ونقص التحضير لدى رفقاء القائد عنتر يحيى، وقال حاليلوزيتش إنه يتمنى يوما ما رؤية لاعب جزائري ضمن القائمة النهائية لجائزة الكرة الذهبية للفيفا، منوها بمكانة اللاعب ذي الأصول الجزائرية زين الدين زيدان الذي كان ولا يزال الوحيد الذي حفظ ماء وجه الجزائر على الصعيد العالمي· لم نكن نتوقع رؤيتك في هذا الحفل العالمي والخاص بالتتويج بالكرة الذهبية للفيفا؟ حضرت هذا الحفل (الحوار أجري يوم الأحد الفارط)، بدعوة من يومية ”فرانس فوتبول” الفرنسية التي يعود لها الفضل في تنظيم الكرة الذهبية العالمية قبل أن تسند الأمر للاتحادية الدولية لكرة القدم، لكن ماذا تفعلون أنتم هنا أيضا؟ نحن هنا من أجل تغطية هذا الحدث العالمي الهام والذي يستقطب الملايين من العشاق، والذين يحرصون على متابعته باهتمام كبير، خاصة أن الأمر يتعلق بأحسن لاعب في العالم وأحسن مدرب، فضلا عن التشكيلة المثالية إلى ما دون ذلك ·· هل عدم وجود أي لاعب جزائري ضمن قائمة التتويجات والإنجازات السنوية للفيفا أثر فيك نوعا ما؟ تواجد لاعب جزائري ضمن القائمة أمر مستبعد في الوقت الحالي، وحتى لا نكذب على أنفسنا ولا نوهم الجماهير الجزائرية، الأمور ليست بالهينة للتواجد في هذا المحفل العالمي، خاصة أن العمل لبلوغ القمة يبدأ على مستوى القاعدة وليس من باب الصدفة، لذا أستبعد تواجد أي لاعب جزائري في الوقت الراهن· زيدان اللاعب ذو الأصول الجزائرية كان الوحيد الذي شرف انتماءه للجزائر أليس كذلك؟ بالتأكيد، يجب على الجزائريين أن يفتخروا كثيرا لوجود لاعب اسمه زيدان تمكن من ترك بصمته وشرف أصوله، رغم أنه لعب للمنتخب الفرنسي، ولولا الأب الجزائري لما وجد أثر لهذا اللاعب· تواجدك في هذا الحفل تزامن مع تواجد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، ماهو سر ذلك؟ تواجدي في الحفل السنوي للفيفا كان بدعوة من يومية ”فرانس فوتبول” الفرنسية، التي أسرت على تواجدي هنا وهو الأمر الذي جعلني ألبي هذه الدعوة، رغم ترددي من قبل، لأن هذا النوع من الحفلات لا يستهويني كثيرا، وعادة ما أرفض حضور الحفلات الرسمية، خاصة أنني شخص بسيط جدا ومتواضع، وليس كما يتصوره البعض· مرت ستة أشهر تقريبا على تعيينك كناخب وطني للمنتخب الجزائري، ماهي النتيجة التي استخلصتها لحد الساعة؟ هناك عدة أمور يجب إعادة النظر فيها، ولكي أصحح هذه الأخظاء وأدفع عجلة الكرة الجزائرية يلزمني وقت طويل جدا، لكن الوقت حاليا ليس مواتيا لسرد مثل هذه الحقائق لأنه لو خضنا فعلا في الحديث عن الواقع المرير للكرة الجزائرية، سنستغرق ساعات وساعات دون أن نصل لأي نتيجة، كما أنني مرهق للغاية ويجب أن ألتحق بالفندق الآن· مواجهة هامة تنتظرك يوم 29 فيفري المقبل خارج الوطن وتحديدا بالعاصمة بانجول أمام المنتخب الغامبي، كيف تتوقعون أن تكون هذه المواجهة؟ الأمر لن يكون هينا وأدرك جيدا صعوبة المأمورية، لأنه لن يكون بوسعنا إجراء تربص تحضيري خاص بهذا اللقاء، وسنجري حصة واحدة فقط بعد وصولنا للعاصمة بانجول والتي ستكون قبل 24 ساعة على موعد اللقاء، وهو أمر غير كاف· لكنك مطالب بإيجاد الحلول أليس كذلك؟ أتمنى ذلك، لكن ما يرهقني حاليا ليس ظروف الإقامة ولا حتى المناخ الذي عادة ما تشتكي منه أكبر المنتخبات العالمية، ولكن أرضية الميدان، التي أتمنى أن تكون صالحة، لكي تمكن اللاعبين من بلورة لعبهم ومواجهة الخصم بقوة وعدم ترك أي مجال لهذا المنتخب للفوز· الظروف المناخية وحتى ظروف الإقامة ستكون رائعة خاصة أن المنتخب الجزائري لم يشتك يوما من ذلك في السابق خلال مواجهته لهذا المنتخب سنة 2007؟ إذا كان ذلك صحيحا فعلا سيكون أمرا جيدا، لكن الأمور التي شاهدتها خلال معاينتي لشريط المواجهة التي جمعت الجزائر بغامبيا ظهرت فيه أمور غير رياضية بعد المواجهة ومناوشات بين اللاعبين جعلتني أتخوف كثيرا من هذا اللقاء· إذا كنت تقصد الأحداث التي واكبت المباراة يجب أن تدرك أن اللاعبين الجزائريين هم من تسببوا فيها واستفزوا لاعبي المنافس ونقطة البداية كانت من اللاعب صايفي······ لست على علم بالأمر، لكن مهما يكن سأحاول أن آخذ التدابير اللازمة لكي نتفادى حدوث أمور مماثلة مستقبلا· عدم تحضيرك لهذا اللقاء الواعد والهام سيحتم عليك التنقل من أجل تخفيف الأضرار أليس كذلك؟ أبدا، سنذهب إلى العاصمة بانجول من أجل الفوز ولن نرضى بديلا عن ذلك، وأفتح قوسا صغيرا في هذا الصدد لأطالبكم أنتم الصحفيون بعدم الاستهانة بمنتخبكم ورؤية الأمور بعين متفائلة وهو الأمر الذي أسعى أنا أيضا للعمل به، لغرس الروح القتالية في نفسية اللاعبين وحثهم على استعادة الثقة بالنفس، وكذلك لرزع نغمة الفوز فيهم، علما أن المنتخب الجزائري لم يتمكن من الفوز خارج القواعد منذ مواجهة زامبيا في التصفيات المزدوجة والمؤهلة لكأس العالم 2010 وأمم إفريقيا في نسختها السابقة· اللاعبون الجزائريون يتألقون حاليا على غرار فيغولي لاعب فالنسيا الذي سجل مؤخرا ضد فياريال؟ أدرك ذلك جيدا، لكن هذا اللاعب شاب ولا يمكنني الاعتماد عليه في المواجهة المقبلة بالنظر لنقص الخبرة لديه لتسيير الأمور في أدغال إفريقيا، شأنه في ذلك شأن اللاعب بودبوز الذي لا يملك المرفولوجية المثالية والخاصة بمثل هذه المواجهات، وأفضل في المقابل استعمال لاعبين أقوياء من الناحية البدنية، ويحسنون استرجاع الكرات جيدا ويحاربون فوق أرضية الميدان، على عكس الثنائي بودبوز وفيغولي اللذين أفضل اسغلال مهارتهما داخل الديار، والدليل القاطع الذي يثبت صحة ما أقول يكمن في افتقار بودبوز وفيغولي لأدنى خبرة في أدغال إفريقيا، وعليه لا يجب أن نكذب على أنفسنا ويجب رؤية الأمور بعين منطقية واستبعاد الأحاسيس· هل أنهيت معاينتك للاعبي البطولة الإسبانية؟ لا يمكن أن أجيب على هذا السؤال، لكن في المقابل أؤكد لكم أن معاينتي لجميع لاعبي المنتخب الجزائري واللاعبين ذوي الجنسيات الجزائرية أيضا ستستمر لغاية نهاية الشهر الجاري· هل عاينت اللاعب الجزائري لنادي ريال سوسييداد كادامورو على التوالي ؟ نعم، عاينت هذا اللاعب وشاهدته جيدا خلال المواجهة الأخيرة التي خاضها مع فريقه· ماهي انطباعاتك بشأن مستوى هذا اللاعب ؟ كادامورو يملك إمكانيات كبيرة وهو قوي البنية أيضا، لكن عليه العمل أكثر من أجل بلوغ قمة العطاء ولكي يضمن مكانته في المنتخب· هل سيكون هذا اللاعب ضمن القائمة التي ستستدعيها لمواجهة المنتخب الغامبي؟ لست أدري، خاصة أن الحديث عن القائمة أمر سابق لأوانه، ويجب أن أنتظر لغاية نهاية هذا الشهر لإعداد تقريري الخاص بمستوى كل لاعب من لاعبي المنتخب الجزائري، والذي سأعتمد عليه في إعداد القائمة النهائية، خاصة أن لعنة الإصابات أمر غير مستبعد قبل هذه المواعيد ويجب أن أكون عقلانيا حتى أسيّر الأمور بحكمة· حاوره في زيوريخ: وليد حمدادو