يواجه فلاحو ولاية المدية هذه السنة مصاعب جديدة تأتي تباعا، فبعد اللفحة النارية التي أتت على بساتين وحقول التفاح والإيجاص، هاهي البذور المغشوشة تصنع الحدث هذه الأيام. المشكل الذي يواجهه المزارعون هذا الموسم هو رداءة البذور بأنواعها خصوصا المعروفة باسم »البركة«، حيث لاحظ الفلاحون أن بذور »الجلبانة« لم تنتش بعد مرور شهر من زراعتها، وتعفنت من الداخل ولم يبق منها إلا القشرة الخارجية. من جهته أفادنا أحد باعة البذور قائلا: »إننا لا نستطيع التفرقة بين النوعية الرديئة والجيدة بحكم التعبئة والتغليف المتشابهين، ولقد بعث شخصيا لفلاحين نفس العلامة وهناك من أنتشت كل بذوره، وهناك من بقيت تحت التراب، السبب يعود إلى مزج أكياس رديئة مع أخرى جيدة لتسويق المنتوج الرديء من قبل بائعي الجملة«. في حين قال لنا باعة آخرون إن الفلاحين هم اختاروا رداءة المنتوج على حساب النوع والضمان، وهم الآن يتحملون تبعات سوء انتقائهم. في ذات الصدد أبدى لنا عديد الفلاحين تخوفهم من موسم فلاحي أبيض خسائره فادحة، باعتبار أن جل نشاطاتهم واهتماماتهم وجهوها إلى هذه الشعبة على حساب زراعات أخرى، متحملين مصاريف الحرث، الأسمدة وأجور العمال وغلاء البذور التي يصل سعر بعض أنواعها إلى 260 دج للكيلوغرام الواحد.للإشارة قد اكتسحت هذا الموسم زراعة البزلاء المعروفة في الوسط الفلاحي الجزائري ب »الجلبانة« مساحات شاسعة عبر ربوع ولاية المدية، كانت إلى عهد غير بعيد مخصصة لزراعة الحبوب بأنواعها، إذ تعرف هذه الزراعة اهتماما كبيرا من قبل الفلاحين، نظرا لتأقلمها مع مناخ المنطقة وللربح السريع باعتبار أن موسم جنيها يصادف شهر ماي، ويكون منتوجها وفيرا إذا تساقطت الأمطار بانتظام.