شهد أول أمس المركز الثقافي لمغنية عرض مونودرام “السواد في الأمل” لريم تاكوشت من تعاونية الرماح للجزائر العاصمة. ويدخل هذا العرض ضمن فعاليات الأيام الوطنية للمونولوج الذي تنظمه دائرة المسرح في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. بحضور جمهور كبير قدّمت الممثلة المسرحية ريم تاكوشت عرضها الذي تناولت من خلاله جملة من المعطيات والأطر الاجتماعية التي تسير وفقها السياسة العامة للبلاد، في أسلوب انتقادي للمسار السياسي في الجزائر وما يحمله من تحولات واحتكار للسلطة، مطلقة أحكاما جريئة ذهبت بها إلى القول إن ذئاب الغابة أرحم من بعض المسؤولين في بلادنا. وفي أسلوب ساخر تقمصت ريم تاكوشت دور امرأة اسمها “الغالية”، تعيش في غابة على ذكريات الماضي الحاوي لماضيها مع أمها وأبيها المتوفيين؛ حيث استُشهد الأب في سبيل تحرير البلاد، ليتقلد أناس آخرون مناصب لا تليق بسمعتهم ويقوموا باستغلال نفوذهم في تعدد الزوجات وخدمة المصالح الشخصية الضيّقة، في إشارة واضحة إلى أصحاب الأماكن المرموقة في المجتمع؛ حيث قالت إن كل شخص يزداد نفوذه بدرجة يقابله، من جهة ثانية، زوجة أخرى من أجل توازن القوى الاجتماعية. ومع مرور الدقائق زاد العرض من حدته وانتقاده الصريح للاختلالات الموجودة في الخطابات الرسمية وغير الرسمية، خصوصا فيما يتعلق بظاهرة الحرڤة، التي يحمّل المسؤولون نتيجتها أشخاصا معنيين وأولياء أمورهم ومخاطبتهم في جحورهم، في وصف أقل ما يقال عنه إنه جرأة كبيرة من الممثلة، في إشارة واضحة إلى تملص المسؤولين من مسؤوليتهم تجاه ما يحدث من تجاوزات وحڤرة وضعف الحالة الاجتماعية، أدت إلى تزايد الظواهر، ومنها ظاهرة الحرڤة. وفي الأخير تفاءلت الممثلة خيرا بما هو قادم من خلال اعتمادها على الأذان؛ في رسالة واضحة بأن الله موجود وفوق كل شيء. وفي حديث لها بعد العرض المقدم قالت ريم بأن العمل الذي قدمته يُعرض للمرة العاشرة منذ إنتاجه سنة 2009، وهو من إخراج جمال قرمي، والنص لجمال سعداوي وحسين ندير. وعن مشاريعها المستقبلية أوضحت تاكوشت أنها بصدد عرض إنتاج مسرحية أخرى تحت عنوان “ثلاثة أشخاص”.