تسببت التكاليف الباهضة التي تتطلبها عملية تثبيت الأعمدة الكهربائية أمام منازل المواطنين المحرومين من التيار الكهربائي منذ تاريخ إقامتهم، خاصة وسط الأحياء الجديدة وعلى حسابهم الخاص عبر البعض من أحياء بلدية جسر قسنطينة، كما هو الحال بالنسبة إلى حي عين النعجة في خلق صعوبات كبيرة بالنسبة للكثيرين، خاصة منهم محدودي الدخل الذين امتنعوا عن تزويد منازلهم بالتيار الكهربائي، مكتفين بربطها بواسطة كوابل كهربائية مأخوذة بطريقة عشوائية ومتشابكة من المساكن المجاورة حتى وإن كانت العملية تشكل خطرا على السلامة العامة. كما أدت هذه السياسة المنتهجة من طرف مصالح سونلغاز عبر البلدية في إحداث فوضى عارمة ومناوشات عديدة بين السكان نتيجة لتضارب المصالح من وراء استفادة بعض السكان من إيصال بيوتهم بالكهرباء على حساب البعض الآخر الذي تكبد دفع حقوق تنصيب العمود الكهربائي. وفي هذا الصدد، أعرب مخلوفي مسعود أحد المتضررين مما أسماه بسياسة الكيل بمكيالين لما قامت به مصالح الشركة الوطنية للكهرباء والغاز سونلغاز على مستوى بلدية جسر قسنطينة، من خلال إجباره على قبول اشتراك أحد جيرانه بربط مسكنه بالتيار الكهربائي من خلال العمود الكهربائي الذي تكفل رفقة مواطن آخر بدفع تكاليفه، عن تضايقه وتذمره الشديدين من هذا الموقف غير العادل –حسبه- والذي يعد كما قال خلال عرضه لشكواه إلى يومية «السلام» اجحافا في حقه يستدعي إعادة النظر، بما أن الشخص المستفيد لم يكلف نفسه عناء سوى دفع مبلغ حقوق الاشتراك المقدر ب 7000 دج فقط، فيما تكبد إضافة إلى المشترك الآخر معه في إقامة العمود الكهربائي بالحي دفع مبلغ 30 مليون سنتيم، كما استرسل ذات المتحدث مبديا أسفه الكبير على الطريقة التي لجأت بها مصالح سونلغاز التابعة لبلدية جسر قسنطينة لإرغامه على القبول بالأمر الواقع من خلال الاستعانة بقوات الأمن، حيث كشف أنه يرفض التنازل عن حقه بعدم السماح للمشترك الجديد بالاستفادة من العمود الكهربائي الذي تكلف بدفع مبلغ كبير من أجل تجسيده، إلا بعد أن يقوم بدفع المبلغ الحقيقي الذي يفوق بكثير ما قام بدفعه كحقوق للاشتراك، مناشدا في ذات الشأن الجهات المعنية ممثلة في المديرية العامة للشركة الوطنية للكهرباء والغاز سونلغاز والسلطات المحلية ببلدية جسر قسنطينة، بإعادة النظر في هذا القرار غير العادل حتى لا يؤدي الأمر إلى تطورات أخرى قد تنعكس بطريقة سلبية على الحياة العامة بالحي الذي يقطنه. يذكر في سياق ذي صلة، أن حوالي ثلاث عائلات تقطن بذات الحي تنتظر التفاتة مصالح سونلغاز من أجل تمكينها من حقها في أحد أهم مرافق الحياة، وذلك بربط منازلها بشبكة الكهرباء في أقرب الآجال، الأمر الذي من شأنه القضاء على ظاهرة الربط العشوائي بالتيار الكهربائي بين المنازل بالمنطقة.