نظمت اللجنة الوطنية للأسرة والمرأة بداية هذا الأسبوع ندوة بدار الإمام بالمحمدية والتي حملت شعار «المرأة العاملة بين الأمل والألم»وذلك بحضور الدكتور «عبد الرزاق قسوم» رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ممثل من المجلس الإسلامي الأعلى، ممثل من وزارة التضامن إضافة إلى عدد من الأخصائيين في علم النفس، علم الاجتماع والتنمية البشرية وذلك بهدف إبراز أهمية كل من فئتي الأمومة والطفولة والأخطار المترتبة عن إهمالهما وكذا إبراز معاناة المرأة العاملة وتشتتها بين العمل وشؤون البيت وكيف يتم التوفيق بين الجانبين. وفي هذا الصدد، أكدت عائشة مسلم بوصباح رئيسة اللجنة الوطنية للأسرة أن المرأة في العصر الحالي تعيش بين نارين، نار تفرضها التطلعات لمستقبل أفضل والرغبة في مساعدة الزوج من أجل تحقيق الاكتفاء المادي من جهة، ونار بسبب تركها لأطفالها بدون رعاية من جهة أخرى، وفي تدخلها استدلت بالأحاديث الدينية التي تثبت المعاملة التي يجب أن تكون من المرأة اتجاه زوجها وأبنائها بهدف رعاية الخلية الأساسية وتقديم نماذج جديرة بأن تكون قدوة للغير.الكثير من الأمهات حققن تفوقا كبيرا في العمل ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا هل حققن النجاح المطلوب كأمهات؟ وفي هذا الصدد دعت عائشة مسلم النساء على أن لا يبنين نجاحهن على أنقاض أسرهن، إذ يجب على الأم أن تخصص الوقت الكافي لأسرتها وخصوصا أولادها وتعمل على أن تغذيهم وتكفيهم حنانا ويبقى تكوين الجيل الصالح هو العمل والنجاح الحقيقي بهدف إعادة الأسرة إلى ما كانت عليه سابقا من ترابط على حد قول ذات المتحدثة. رئيس جمعية العلماء المسلمين يدعو للعناية أكثر بالأمومة والطفولة «العلاقة بين الطفولة والأمومة ودورها في بناء الأمة» كانت النقطة التي ركز عليها الأستاذ عبد الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين خلال مداخلته، مؤكدا أن العناية بالأم والأبناء هو ضمان لمستقبل وسعادة وطمأنية الأمة بكاملها، هذا وأشار المتحدث إلى الدور الذي تلعبه لجنة الأمومة في جمعية العلماء المسلمين والتي تهدف من وراء برامجها إلى إعادة بعث العديد من المقومات الغائبة، كون المجتمع يعاني حاليا أزمة قيم وأخلاق مما يهدد العلاقات الإنسانية داخل المجتمع، ليبقى توعية الأم بحقوقها وواجباتها من أهم الحلول في إعداد جيل صالح كونها اللبنة الأساسية في بناء الأمة في جميع ميادينها مما يستوجب مساعدتها لتتبؤ المكانة التي تستحقها.