شهدت مدينة بنغازي ومدن ليبية أخرى مظاهرات حاشدة شارك بها أكثر من مليون شخص، للتنديد بفكرة تقسيم ليبيا وتطبيق النظام الفيدرالي الذي أعلن عنه مجموعة شخصيات يوم الثلاثاء الماضي بمدينة بنغازي، عندما قالوا إن نظام الاتحاد الفيدرالي يعد خيارا لإقليم برقة في إطار دولة ليبية مدنية ودستورية تكون شريعتها الإسلام. وخرج المتظاهرون عقب صلاة الجمعة في مدينة بنغازي في مظاهرة غضب رفضا وتنديدا بإعلان الفيدرالية، وانضم إليها متظاهرون من مدن طبرق ودرنة والبيضاء وإجدابيا ومن مختلف المناطق المجاورة لمدينة بنغازي رافعين اللافتات التي تندد بإعلان برقة إقليما فيدراليا، وأكد المتظاهرون على وحدة ليبيا وتمسكها باللحمة الوطنية، وأن ليبيا حرة، وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها جميع أسماء المدن والمناطق الليبية وشعارات «الفيدرالية دعوة للتقسيم والتفرقة» و»كلنا يد واحدة من أجل ليبيا» و»لا شرقية ولا غربية ليبيا وحدة وطنية» و»دم الشهداء غير قابل للتقسيم«. وحذر المتظاهرون في بيان لهم كل أصحاب الأجندات من داخل وخارج ليبيا أشخاصا ودولا ومنظمات من مغبة مساندة أو تأييد مثل هذا الفعل غير القانوني والذي يمس سيادة ووحدة تراب ليبيا واستقلالها، مؤكدين أن مصالح الدول الأجنبية التي حضر ممثلوها الاجتماع المذكور، مع الشعب الليبي ستكون في خطر في حال استمرار دعمهم لهذا العمل وغير المقبول من كل شرائح ومكونات المجتمع المدني. وطالب المتظاهرون في بيانهم بتطهير المجلس الانتقالي من رجال القذافي وتوزيع مقاعد عضوية المؤتمر الوطني العام بالتساوي بحيث يشمل كافة مناطق ليبيا وبتطبيق قانون المادة «196» لسنة 1953 من قانون العقوبات والمعمول به إلى الآن، وكانت مجموعة شخصيات من المنطقة الشرقية لليبيا عقدت الثلاثاء الماضي مؤتمرا بمدينة بنغازي ناقشت خلاله النظام الفيدرالي كخيار للنظام الإداري في ليبيا الجديدة وأعلنوا فيه أن نظام الاتحاد الفيدرالي يعد خيارا لإقليم برقة في إطار دولة ليبية مدنية ودستورية تكون شريعتها الإسلام، وقررت هذه الشخصيات في بيان صدر عن المؤتمر تأسيس «مجلس إقليم برقة الانتقالي» برئاسة السيد أحمد الزبير السنوسي وتمسكهم بدستور البلاد الصادر في العام 1951 كمنطلق لهم رافضين كل التعديلات التي صدرت بشأنه منذ تعديل عام 1963، معلنين رفضهم أيضا للإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الوطني الانتقالي.