بدأت خيوط الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مامادو توماني توري تتكشف رغم الغموض الذي مازال يلف الوضع في البلاد، حيث كشفت جريدة السياسة الخارجية الأمريكية أمس أن قائد الانقلابيين وهو النقيب سانوجو كان من ضمن القادة الذين تم تدريبهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤخرا في إطار بعثة حول مكافحة الإرهاب. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر دبلوماسي لرفض الكشف عن اسمه أن قائد الانقلاب أمابو سانوجو كان من ضمن القادة الذين تم تدريبهم في الولاياتالمتحدةالأمريكية في إطار اتفاق بين البلدين حول تكوين ضباط في مجال مكافحة الإرهاب. وقاد النقيب سانوجو الانقلاب فور عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية بأسابيع إلى جانب مجموعة من صغار الضباط في الوقت الذي يبقى كبار قادة الجيش ببماكو يلتزمون الصمت حول العملية إلى غاية الإعلان بشكل جعل الغموض يلف حول خلفيات هذا الانقلاب. وكانت مالي تحضر لانتخابات رئاسية خلال الأسابيع القادمة لانتخاب خليفة للرئيس المطاح به توماني توري وسط حالة فوضى في الشمال بعد إعلان حركة الأزواد وكذا تنظيم أنصار الدين التمرد على حكومة باماكو. وأكد المحلل السياسي أحمد عظيمي أن الدول العظمى تعمل على إيجاد موطئ قدم لها في منطقة الساحل، الغنية بالثروات الطبيعية (النفط واليورانيوم)، ومن شأن تنامي رغبة التوارق في إقامة دولة خاصة بهم في المنطقة وضعف دول المنطقة (مالي، النيجر، موريتانيا، تشاد)، أن يغذي هذه الأطماع، ويؤكد في هذا الصدد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخطط لجلب عشرين بالمائة من حاجياتها من النفط من منطقة الساحل، وهذا يتطلب منفذا إلى المنطقة، التي تشهد غزوا غير مسبوق للنفوذ الصيني. وكان انفجار الوضع في شمال مالي نتيجة انتشار كبير للسلاح عقب انهيار نظام القذافي في ليبيا أين زاد نشاط التهريب ونفود القاعدة. وفي هذا الإطار كشفت وسائل إعلام عن تورط مجموعات ليبية في تهريب أسلحة إلى أراضي «مالي» عبر المناطق الصحراوية على حدود النيجر بشكل ساهم في إنجاح هذا الانقلاب. وأوضحت أن عمليات التهريب بدأت منذ شهر سبتمبر من العام الماضي. وواكبت عمليات تهريب الأسلحة عودة حوالي 90 سيارة أقلت حوالي 900 من المقاتلين الماليين كانوا في ليبيا، معظمهم من جماعات التوارق برفقتهم حوالي 5 ضباط تحت قيادة ضابط كبير برتبة عميد، وأن هؤلاء اعتمدوا استراتيجية عسكرية في الانتشار كفصائل صغيرة في المناطق الصحراوية، وبذلك كان من الصعب على القوات العسكرية الرسمية في مالي رصد تواجدهم وتحركاتهم. وكان تقدم المتمردين وراء انهيار الجيش المالي الذي اتهم حكومة باماكو بالتقاعس في تقديم الدعم للجيش بشكل ساهم في عدم قدرته على الصمود أمام المتردين في الشمال.