المتتبع لأحوال الصحة بدائرة مغنية في ولاية تلمسان يدرك جليا مدى التحسن والتطور الملحوظ المجسَّد ميدانيا، والقفزة النوعية في الخدمات والمرافق وعلى جميع مختلف الهياكل الصحية، بفضل مجهودات الطاقم الإداري، الذي عمل على الرفع من مردود القطاع والاستمرارية في تحسين الخدمات وتطورها بدعم القطاع في السنوات الأخيرة بمصلحة لأمراض الكلى، التي قضت على تلك المعاناة جراء تنقّل المرضى إلى ولاية تلمسان. كما اتُّخذت عدة إجراءات لإصلاح الهياكل القاعدية وترميمها خاصة منها مصلحة الاستعجالات ومصلحة الولادة، وقد لمسنا نتائجها الإيجابية فعلا من خلال جولتنا عبر المستشفى التي ضمت العملية أيضا مجال تهيئة المساحات الخضراء المتواجدة عبر مساحات المستشفى المركزي، فهُيئت لإعطاء صورة حقيقية للمنظر العام، ولاتزال العملية متواصلة لحد الساعة. كما تم في نفس السياق وضع لوحات إشارية لتوجيه الزوار وإصلاح العديد من العتاد الطبي، فضلا عن اقتناء بعض الآلات الطبية لمصلحة جراحة طب الأسنان، وتجهيز مصلحة طب العيون وتدعيم المستشفى بجهاز سكانير؛ قصد التخفيف من عناء تنقّل مرضى الدائرة إلى الولايات المجاورة؛ بغية إجراء أشعة سكانير، لاسيما أن التكنولوجيا الطبية الحديثة قطعت أشواطا طويلة في هذا المجال، والتي تعتمد أساسا على السرعة والدقة في التشخيص، وتأخذ أشعة السكانير والليزر كمرجعية ضرورية في عملها، حيث تم، بالمناسبة، تأهيل مصلحة الأشعة لتتسع لذلك، كل هذا لتحسين نوعية الخدمات الطبية أكثر، إضافة إلى تسجيل عمليات أخرى، والمتمثلة في تجهيز مصلحة الجراحة العامة وقاعتين للجراحة، ومصلحة تصفية الدم، هذه الأخيرة التي استفادت من عملية الترميم وتوسيع طاقة استعابها. وحدات صحية لفحص المتمدرسين ومعاناة مع نقص الأطباء الأخصائيين ورغم وسائل التكفل الطبي بالمصابين؛ من دعم بالأدوية ووسائل العلاج إلا أن ذلك يبقى دون تحقيق هدف إزالة هذه الأمراض من الخارطة الوبائية؛ لارتباطها بتفاقم الفقر وتدهور معيشة سكان القرى والمداشر للبلديات الفقيرة بدائرة مغنية. ولأجل وضع حدّ لمثل هذه الأمراض كتلك المتنقلة عن طريق المياه والحيوان، تم تكليف كل القطاعات الصحية بهذا البرنامج بصورة صحيحة، وهذا بالتسيير الفعال لمكاتب النظافة حسب المرسوم رقم 1987/ 46، والمتعلق بإنشاء مكاتب النظافة للبلديات، إذ إن هذه الفعالية تتمثل في مراقبة المياه الصالحة للشرب عن طريق التحاليل البترولوجية، وكذا دراسة وضعية المزابل العمومية ومراقبة الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوانات، والتي يُعتبر فيها داء الكلب من أخطر الأمراض الحيوانية. ولمكافحته قامت المصالح المعنية بالتنسيق مع جمعية الصيادين ببلدية مغنية، بحملة لإبادة الكلاب المتشردة، والحملة لحد الآن متواصلة بصورة دائمة. أما أسباب ظهور كل من الحمى المالطية وحالات الليشمانية فهي نقص تلقيح بعض الحيوانات. وفي ما يتعلق بالصحة المدرسية فإن وحدات الكشف والمتابعة المسيَّرة من طرف مستخدمي الصحة العمومية من أجل التكفل بالمتمدرسين، موزَّعة على تراب الدائرة، ولكن رغم المجهودات المبذولة من القطاع إلا أنها لازالت بعض المشاكل مطروحة لاسيما في المستشفى الذي يعاني من نقص كبير في الأخصائيين في بعض الفروع بالجراحة العامة وطب النساء والتوليد، إلى جانب مستخدمين من شبه طبيين (ممرض شهادة دولة)، وكذا نقص في القابلات بمصلحة التوليد، فيما تم تدعيم المستشفى بمتخصصين في أمراض الأطفال وجراحة العظام. وكانت دائرة مغنية استفادت مؤخرا من عدة قاعات للعلاج لتقريب التغطية الصحية من الأحياء أو التجمعات السكنية، كالتي بحي البريقي وحي المطمر وحي أولاد بن داموا، والتي أعيد ترميمها، إلى جانب إنجاز قاعة أخرى ببلدية حمام بوغرارة، والتي بلغت تكلفتها ملياري سنتيم. وفي إطار تحسين النظافة الاستشفائية والمحافظة على البيئة، تم تركيب محرقة لمعالجة الفضلات الاستشفائية. وعلى ما يتصل بالموضوع، ثمّن العديد من الإطارات المعنية بقطاع الصحة بما فيها الأطباء، صدور المرسوم التنفيذي 140/ 07 المؤرخ في 19 ماي 2007، والذي ينص على إنشاء وتنظيم المؤسسات العمومية الاستشفائية والمؤسسات العمومية للصحة الجوارية، والذي يعوّض النظام القديم «القطاعات الصحية»، طبقا للمرسوم الذي صدر آنذاك 466/97، حيث جاء لترقية هذا القطاع، والذي تَميز باستقلالية التسيير، فبدائرة مغنية تم ترقية كل من عيادة متعددة الخدمات بحي العزوني والقطاع الصحي بدائرة باب العسة مع إعطائهما استقلالية التسيير، كما تم ترقية المركز الصحي المتواجد ببلدية سيدي مجاهد، حيث يبقى الهدف العام من هذا النظام الذي انتهجته وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، إعطاء دفعة قوية لديناميكية تسهيل تسيير المستشفيات. وفي نفس السياق، سيتم تدعيم هذه المراكز التي تم ترقيتها بالإمكانات المادية والبشرية الضرورية؛ من أطباء أخصائيين، وكشف بالأشعة والمخابر للتحاليل الطبية، إلى جانب الأجهزة الطبية الحديثة. ونشير أخيرا إلى أن هذا النظام الجديد الذي اعتمدته الوزارة الوصية سمح بتخفيف الضغط عن القطاع الصحي بمغنية؛ سواء من ناحية التسيير أو استقبال المرضى القادمين من الدوائر التي تجاوره؛ أي مغنية وباب العسة ومرسى بن مهيدي، إضافة إلى دوائر أخرى صبرة وفلاوسن، وحتى سبدو وبني سنوس، الذين يفضلون وهم كثُر العلاج في هذا المستشفى. والسبب، حسب بعض المواطنين الوافدين على «السلام اليوم» من كل حدب وصوب، هو الجو الموجود داخل هذه المنشأة العامة المهمة، الذي لا يعكس أبدا هذا القلق والبهجة فيه، وإرادة تحسين التكفل بالمريض مرتفعة لدى العمال على كل المستويات. .. وسكان سيدي العبدلي يطالبون بتحسين الخدمات الصحية طالب أزيد من ألفي مواطن يقطنون ببلدية سيدي العبدلي، 30 كلم شرق تلمسان، بالتدخل العاجل والفوي للسلطات المحلية من أجل حل مشاكلهم المتعلقة بقطاع الصحة، حيث اشتكوا من تدني الخدمات الموجودة بالعيادة متعددة الخدمات الموجودة على مستوى البلدية، وأبرزها محدودية الطاقم البشري. مشاكل سكان سيدي العبدلي لا تتوقف عند هذا الحد، فغياب فرق المداومة الليلية يجعل المرضى يشقون مسافة 30 كلم في طريق وعر مليئ بالمنعرجات تجاه عاصمة الولاية من أجل العلاج بمستشفى تلمسان الجامعي، ناهيك عن عدم وجود مصلحة التوليد بالمستوصف، حيث تضطر النساء الحوامل لوضع مواليدهن في كثير من الأحيان بمنازلهن بمساعدة نساء أخريات، مما يضع حالتهن في خطر محقق، كما أن بعضهن مضطرات لنقلهن إلى المستشفى عن طريق سيارات «الكلونديستان»؛ لكون سيارة الإسعاف الخاصة بالمستوصف لا يمكنها الخروج ليلا بسبب غياب الطبيب المداوم الموقع لخروجها.