فرعون هذا الزمان اكتظ "ميدان التحرير" في وسط القاهرة بحشود هائلة من المتظاهرين، خرجوا أمس في مسيرة "المليون" لمطالبة الرئيس حسني مبارك بالرحيل، وسط تواجد انتشار كثيف لقوات الجيش، وسط تحذير الجيش أي شخص لا ينتمي له من ارتداء الزي العسكري، إثر تعرض محلات لبيع البزات العسكرية للسطو. انتفاضة مليونية بقلب القاهرة رغم أنف مبارك وتجاوز المتظاهرون المليون رغم إغلاق الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير، وسط هتافات تطالب برحيل مبارك "يا شعب قوم من النوم، النهار ده آخر يوم"، وفقا لما نقلته مصادر إعلامية . وأشارت المصادر إلى أنه تم قطع إرسال شبكات الهاتف المحمول في منطقة ميدان التحرير، حيث سبق أن ذكر وزير الإعلام في الحكومة المصرية، أنس الفقي، أن شبكة الهاتف المحمول ستتوقف كإجراء استباقي لقطع الاتصال بين الناشطين المصريين المنظمين للمظاهرة المليونية. وذكرت أن آلاف المصريين مازالوا يتدفقون على ميدان التحرير وأن الجيش المصري سمح بعبور عشرات المتظاهرين الذين كانوا عالقين على نقاط التفتيش. حواجز أمنية تعرقل وصول المتظاهرين وكان وكيل نقابة الصحفيين المصريين، صلاح عبد المقصود، تحدث لمصادر إعلامية عن وجود حواجز تمنع وصول الحافلات والسيارات الخاصة التي تنقل الراغبين بالمشاركة في المظاهرة إلى ميدان التحرير، مع الإشارة إلى أنه سبق للسلطات الحكومية وقف خدمة القطارات بشكل كامل. وبرزت مع بدء الاستعدادات للمظاهرة المليونية في القاهرة تطورات ملموسة على مستوى الهتافات والتعابير المستخدمة التي وصل بعضها حد المطالبة بإعدام الرئيس كما تجلى ذلك -بحسب وكالة رويترز للأنباء - بقيام بعض المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة برفع دمية تصور الرئيس حسني مبارك يعدم شنقا بعد محاكمة أقيمت له في الميدان. الشرطة تندس بين المتظاهرين للإيقاع بينهم وبين الجيش على المستوى الأمني، نقلت مصادر إعلامية عن مصادر محلية قولها إن الجيش حذر من وجود عناصر مدنية ترتدي ملابس عسكرية سطوا عليها من محال تجارية مرخص لها رسميا ببيع الزي العسكري. ووفقا لتلك المصادر، لم يستبعد الجيش أن يكون هؤلاء الأشخاص مسلحين يبيتون النية للقيام بعمليات تهدف إلى الإيقاع بين المتظاهرين والجيش الذي أعلن المتحدث باسمه اللواء إسماعيل عثمان الاثنين أن القوات المسلحة تعي وتدرك المطالب المشروعة للمتظاهرين مشددا على أن القوات المسلحة لم ولن تقدم على استخدام العنف. وأكدت ناشطة مشاركة في التجمع وفقا لما نقلته مصادر اعلامية أنها شاهدت أشخاصا بملابس مدنية ويحملون أسلحة بيضاء يوزعون منشورات تتهم المتظاهرين بالإرهاب والعمل على تخريب البلاد، موضحة أن بعض هؤلاء المندسين اعترف أنه من رجال الأمن وأنه تم تسليمهم إلى الجيش. وفي جانب أمني آخر، عادت قوات من الشرطة إلى الانتشار في الشوارع بشكل حذر، في حين تواصل لجان شعبية عمليات حماية المنشآت العامة والخاصة بالتعاون مع عناصر الجيش التي انتشرت بمعظم المحافظات، وسط قلق مستمر بسبب عمليات سلب ونهب تزامنت مع هروب أعداد كبيرة من السجناء. الحكومة تستبق المظاهرة بقطع الاتصالات على الجانب الحكومي، أعلن وزير الإعلام المصري، أنس الفقي، أمس الثلاثاء، توقف جميع شبكات الاتصال الخلوي في البلاد في إطار الإجراءات التي اتخذت استباقاً للمظاهرة المليونية في العاصمة القاهرة والمدن المصرية الكبرى. وكانت وزارة الإعلام المصرية أعلنت أن خدمات مجموعة نور -الشركة المزودة لخدمة الإنترنت في مصر- وهي آخر شركة عاملة في هذا المجال توقفت بالكامل عن العمل في خطوة تشكل قطعا كاملا لخدمة الإنترنت. الأممالمتحدة تحصي 300 قتيل في الانتفاضة المصرية أشارت تقارير أممية لاحتمال مقتل 300 شخص خلال الاحتجاجات، التي اندلعت منذ أسبوع للمطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك بعد حكم دام ثلاثة عقود، وأورد عاملون في منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية أن 80 شخصا قتلوا في القاهرة وهي بيانات مستقاة من اثنين من المستشفيات بالعاصمة، و36 حالة وفاة في الإسكندرية بجانب 13 في السويس. المعارضة ترفض حوار الحكومة "قبل رحيل مبارك" رفضت أحزاب المعارضة فى مصر أمس الثلاثاء الدخول فى أي حوار مع الحكومة "قبل مغادرة الرئيس حسني مبارك السلطة" التى بقي فيها لمدة 30 عاما. وأعربت لجنة قوى المعارضة التى تضم محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى بيان أصدرته اليوم عن رفضها لإجراء حوار مع الحكومة وذلك مع دخول الاحتجاجات الشعبية يومها الثامن لإجبار الرئيس مبارك على التنحي وإدخال إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد.