لم يخف سكان تيسمسيلت دهشتهم واستغرابهم من الموقف البائس الذي اتخذته الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية وجمعيات المجتمع المدني حيال أحداث الشغب التي عرفتها عاصمة الولاية وبلدية أولاد بسام على مدار الليلتين الأخيرتين ، حيث لم يتم تسجيل اي موقف من قبل نشطاء هذه " الشركات الحزبية " بمختلف ألوانها ومشاربها و التي كثيرا ما فتحت مقراتها أو دكاكينها موازاة مع الحملات و الهملات الانتخابية لترويج سلعها الفاسدة لمواطني الدرجة صفر وعلى هذا النحو يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن مثل هذه الكائنات المحسوبة على عالم " البوليتيك " أفلحت في إشعال نيران معارك " الفوط " مقابل فشلها في إخماد لهيب الشغب والتخريب لدرجة أن ممثليها لم يغادروا بعد كهوف الصمت الرهيب التي كان من الواجب أو المفروض عليها تجنيد ما يسمى بقواعدها النضالية وزرعها في أوساط الغاضبين لمعرفة أسباب انتفاضتهم و إيجاد حلول لكبحها تماما مثلما خرجوا ذات انتخابات الى بقاع الفقراء والبسطاء و الغلابى لكسب ودهم وحثهم على التصويت لقوائمهم ، فلا الأفلان الذي اختفت يده التي وعد أنه لن ينزعها من يد شعيب الخديم لبناء جزائر الغد ، و لا الأرندي الذي ما يزال زعيمه الهّمام يرافع لصالح المغبونين من وراء البروج العاجية وكاميرات اليتيمة ، ولا حركة الراحل نحناح التي فشلت بامتياز في تجسيد وتفعيل شعار " تخريب قف " وليس " فساد قف " لأن ذلك أكبر منها ، هؤلاء كلهم ومعهم باقي " الحزيبات " التي تتوالد كالفطريات مع كل انتخابات لم يجد المواطن الفيالاري لها أثرا ولم يسجل لها موقفا على الأقل يبعد عنها شبهة قطع صلة الرحم و سياسة التطبيع مع ضحايا غلاء السكر والزيت ، ولأن ثقافة الصمت أصبحت الراعي الرسمي لاحتضان " المنكر " سارت المنظمات الجماهيرية وجمعيات المجتمع المدني عفوا " البطني " على نفس درب الأحزاب ، مقابل ذلك استدعى يوم أمس والي الولاية عددا من منتخبي المجالس البلدية والمجلس الولائي وبعض ممثلي الجمعيات ولجان الأحياء " منهم من لا يمثل الا نفسه " أين خطب في الجميع وحثهم على النزول الى بقاع الاحتجاج لمحاورة المنتفضين و إقناعهم بالعدول عن تخريب مؤسسات الدولة ... فهل سيفلح هؤلاء في إخماد غضب المحتجين .. ذلك ما نتمناه صادقين. ج رتيعات