شركة الكهرباء و الغاز الجزائرية سونالغاز عاودت عائلة "شرف" ببلدية العيون تدوين مطلبها الرامي الى ربط مسكنها الواقع بدوار "خنيق النحار" بشبكة الانارة الريفية وهو المطلب الذي مرت عنه 23 سنة تاريخ ايداع اول طلب تقدم به رب العائلة في أعقاب الإعلان عن المشروع الوطني للكهرباء الريفية عام 1986 على امل انارة مسكنه لكن سرعان ما سقط المطلب في مستنقع اليأس وتحول الحلم الى كابوس بعد ان رفضت مديرية الطاقة والمناجم آنذاك ايصال الكهرباء بحجة ابتعاد المنزل عن نقطة الربط حسب ما جاء في رسالة احتجاج وتظلم موجهة الى الوزير الاول تلقت "الشروق" نسخة منها تضمنت مراحل القرارات التعسفية التي طالت العائلة التي وقعت ضحية معلومات مفبركة وحقائق مغلوطة حملها تقرير محضر معاينة أجراه احد رؤساء المصالح بالمديرية المعنية بعد سلسلة من الشكاوى تم فيه تحديد المسافة بين المسكن واقرب نقطة ربط تقع في حدود 3000 متر وهو ما لم يستسغه الوالد الذي طعن في مصداقية وشرعية هذا الرقم الذي اعتبره مبالغ فيه كون ان المسافة لا تتعدى 1300 م غير ان صرخته كانت كمن يحرث في البحر بعد ان احتضنت المديرية تقرير موفدها كما تحتضن الأم رضيعها وادرجته في خانة التقارير المرفوض التشكيك في مصداقيتها واقترحت في ذلك على صاحب المنزل شراء مولد كهربائي لانارة البيت ليقوم بعدها الوالد بمراسلة وإخطار الجهات المركزية لعلها تنهي مسلسل الاحتقار بعد ان تبددت كل معالم ثقته في المسؤولين المحليين وهي المراسلات التي تكللت بايفاد لجان تحقيق اجرت معاينات اسقطت صحة ارقام المديرية واثبتت فعلا ان رقم 3 الاف متر مبالغ فيه ما جعل العائلة تعيد التمسك بحبل الرجاء وتضبط مواقيتها على موعد زيارة المسماة "كهرباء" لكن سرعان ما انقطع الحبل وتبين للأسرة بان حق الاستفادة أضحى من ضروب الخيال في وقت بقيت السلطات المعنية تستنسخ نفس الوعود وتكرر نفس الاسطوانة وحجتها هذه المرة ان الامر يتطلب تركيب محول كهربائي بطاقة 380 فولط بالقرب من المسكن ولا يمكنها التكفل بأعبائه ليحين عام 2005 ويساق الوالد المجاهد الذي انطفأت بداخله كل قناديل الامل عن عمر يناهز92 سنة الى القبر او المدفن الأخير ومعه دفنت احلامه التي لم تتعد مصباح ينير زوايا بيته الذي يعود له الفضل الكبير في انارة مساكن و"فيلات" مسؤولي الحال على اعتبار ان هذا المسكن يحوي مخبأ "كازما" للمجاهدين ليركب بعدها افراد العائلة قطار البحث عن هذا المورد رافعين في ذلك شعار ما ضاع حق وراءه طالب الذي حملته الرسالة المذكورة غير ان المسيرة التي التهمت قرابة ربع قرن لم تتوقف الى غاية كتابة هذه الأسطر بعدما حاد القطار عن مسار اعادة تاهيل المناطق الريفية وتثبيت السكان وما الى غير ذلك من البرامج الانمائية الموجهة لسكان الريف التي عادة ما تتغنى السلطات بشعاراتها وارقامها . . فهل تفلح هذه المراسلة في تحقيق مطلب العائلة؟ تلك رواية اخرى .