لم تعد تقتصر المعاناة اليومية لسكان قرية الشريفة بأعالي منطقة سيدي بن تمرة بعاصمة الولاية تيسمسيلت على الغياب الكلي لأبسط أوجه التنمية في مختلف مجالاتها حيث لا ماء هناك ولا طرقات ولا انارة ، بل تضاعفت هذه المأساة في أعقاب ميلاد محرقة للدواجن النافقة التي نصبها أحد المستثمرين في انتاج البيض بالقرب من الحي بغرض ابادة الدجاج المصاب بالمرض ونظيره الميّت – الجيفة – وكذا التخلّص من كميات الريش وبعض المخلّفات والفضلات ، هذه المحرقة التي أصبحت بمرور الزمن مصدر غضب واستياء لدى سكان القرية بفعل الأدخنة السامة المنبعثة منها و التي غالبا ما تحمل روائحا كريهة تزيد من مضاعفة المتاعب الصحية لدى المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والحساسية ، وتبعا لشهادات متطابقة لبعض ساكنة الأحياء المجاورة على غرار قاطني سيدي بن تمرة فان نسمات الأدخنة غالبا ما تغيّر اتجاهها بفعل الرياح لتجدها تكتسح المنازل والبيوت خاصة في الفترة الليلية التي تعرف تزايد أو تضاعف نشاط المحرقة التي أطلق عليها بعض المواطنين اسم – البركان الملتهب - ، الذي دفع المتضرّرون من تبعات أضراره البيئية والصحية الى التساؤل عن مدى مطابقته للضوابط القانونية والمواصفات التقنية ؟ ، وهل يسمح باستغلال هكذا محرقة من طرف الخواص وبالقرب من التجمعات السكنية ؟ وهل فعلا يقوم المستثمر بالتصريح بعدد الدواجن النافقة والمصابة المحروقة لدى المصالح البيطرية بما يسمح لهذه الأخيرة من اتخاذ الاجراءات المعمول بها في هذا المجال ؟ ، وما هو مصير الرماد الناتج عن عملية الحرق لما فيه من أخطار وخيمة في حال الابقاء عليه فوق سطح الأرض بمعنى كيف يتم التخلص منه ؟ هذه الأسئلة وأخرى يهدف من خلالها السكان الى لفت انتباه كل الجهات والمصالح المعنية بمتابعة ومراقبة نشاط المحرقة التي يطالب السكان اليوم وأكثر من أي وقت مضى بوضع حد لاستغلالها قبل أن تقع الفأس في الرأس ، كما ناشد السكان السلطات المحلية بالالتفات اليهم بعين الرحمة وانتشالهم من بين مخالب التهميش التنموي الجاثم على صدورهم الذي ترجمه غياب الماء واهتراء الطرقات وانعدام الانارة وفقدان المرافق الصحية والتعليمية ، وبالمختصر فان بطاقة هوية حي شريفة تظهر لك سكنات متفرقة معظمها مسقوفة بالزنك والترنيت يقاوم سكانها في صمت مزيرية العيش.