سيكون يوم غد الثلاثاء 369 منتخبا يمثلون المجالس البلدية والمجلس الشعبي الولائي لولاية تيسمسيلت على موعد مع انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة ، وقد أبانت سلّة الترشيحات عن 04 فرسان كشفوا عن رغبتهم في خوض غمار هذا الاستحقاق أملا منهم في الفوز بمقعد مريح في – مجلس الشيوخ – كما يحلو للبعض تسميته يمثلون أربع تشكيلات سياسية هي الأفلان والأرندي والأمبيا والبيارا ، وعبر انتخابات أولية أفرزت عن فوز البرلماني السابق وعضو المجلس الشعبي الولائي الحالي - عبد القادر مشبّك - ليكون مرشّحا لحزب الأفلان الذي يسعى للفوز بالمقعد بعد أن ضاع منه خلال انتخابات 2012 أمام غريمه التقليدي الأرندي ، وهي المهمة التي يدرك المترشح الذي يصفه البعض بالذراع الأيمن لبلخادم ورفيق دربه بأنها لن تكون سهلة أمام بروز كتلة من المنتخبين باتوا لا يأبهون لا بمرجعية الحزب ولا بأدبياته وقواعده إذ ما يهمّ عندهم هو مدى ضمان أو إيصال الصوت لمن يحبون ولسان حالهم يردد مقطع – جبهة التحرير لم أعطك عهدا – رغم أن الرجل يتقن جيّدا اللعبة السياسية بكل احترافية ومهارة ميدانية تمكّنه من قلب الموازين ، الحركة الشعبية الجزائرية ورغم قلة منتخبيها – 61 منتخبا - مقارنة بالحزبين التقليدين إلاّ أنها فضّلت دخول السباق بمرشّحها عضو المجلس الولائي – الشيخ بربارة – ليس مدير السابق لديوان الحج والعمرة كما قد يعتقد البعض وإنما يتعلّق الأمر بشاب في العقد الرابع من عمره سحق منافسيه في انتخابات أولية كشفت الى حد بعيد عن استعداده ورغبته الجامحة في العبور الى مبنى الغرفة العليا ، وبمجرد أن تتفقد – الريبرتوار – المهني والسياسي لهذا الشاب يظهر لك جليا أنه يشغل حاليا منصب مستشار بوزارة التجارة وهو المنصب الذي تقلّده قبل 03 سنوات في وزارة الصناعة ، كما يعتبر أحد قياديي حركة عمارة بن يونس وناطقها الرسمي .. فهل يفعلها الشيخ الشاب ويحقّق حلم الشباب وحتى الشّياب ؟ ، من جهتهم قام منتخبوا التجمع الوطني الديمقراطي البالغ عددهم 139 منتخبا بتزكية مطلقة لفارسهم – علي بلوط – رئيس المجلس الشعبي الولائي لعاصمة الونشريس الملقّب عند الكثيرين ب - شوشو أويحيى - الذي تراهن عليه قاعدة كما قيادة الأرندي في الحفاظ على مقعد السينا الذي لم يغادر معقل الحزب منذ انتخابات 2009 ، مهمة تبدو سهلة – نظريا طبعا - بالنظر الى قوة الأرندي في فرض الانضباط على منتخبيه من جهة وإتقان بعض كوادره وإطاراته لعبة نسج التحالفات واستمالة منتخبي الأحزاب الأخرى من جهة ثانية ، الاّ أن عنصر المفاجأة قد يأتي من - الغرف المحصّنة والصالونات المغلقة - ، أما حزب التجديد الجزائري صاحب 14 منتخبا منح الشارة الخضراء لأمين مكتبه الولائي عضو المجلس الولائي – جلال محمد – الذي غادر السلك الأمني برتبة محافظ شرطة ويختار الانضمام الى شريحة – الموتى قاعدين - قبل ولوجه عالم السياسة وكاد أن يفوز بمقعد برلماني في الغرفة السفلى لولا المؤامرة التي تعرض لها والتي لا تسمح لنا هذه المساحة بالحديث عنها اليوم ، والى ذلك يبقى حسب العارفين بخبايا البوليتيك المال السياسي هو البارومتر الحقيقي لقياس نسبة الفوز بمقعد الحصانة ، فمنهم من يعتبره رشوة انتخابية وآخرون يقولون أنه هدية ، والهدية لا ترد ، فصدق من قال أنه لا جدال في أن المال قد عقد القران مع السياسة ؟