وسط مدينة تيسمسيلت * مسجد بلال تعاني مختلف أحياء وشوارع مدينة تيسمسيلت من غياب كلي لأي مساحة خضراء أو غطاء نباتي أو حديقة عشبية وإنعدام تام لثقافة التشجير بعد أن أتى الإسمنت المسلح على اللون الأخضر وحول بعض المساحات المصنفة كونها خضراء إلى ساحات إسمنتية في غزو مبرمج للقضاء على أي متنفس لسكان المدينة حيث تحولت أشهر الحدائق الموروثة من الحقبة الإستعمارية إلى ساحات جرداء وهياكل بلا روح ونصب بلا معنى كحديقة شارع أول نوفمبر المحاذية لمسجد بلال بن رباح ونافوراتها التاريخية التي إختفت بطريقة غامضة بعدما كانت إحدى معالم المدينة وتحفة فنية وكذا حديقة المقابلة للأمن الحضري الأول والتي كانت تحوى صنف نادر من النخيل حيث إنجزت مكانها مكتبة ولائية في تحدي صارخ للأعراف وضربة للتوازن الإيكولوجي بالإضافة للمساحة الخضراء التابعة لمسجد أبي بكر الصديق بوسط المدينة والتي اصبحت عبارة عن ساحة غارقة في المياه كلما تساقطت الأمطار دون أن تحرك مفتشية البيئة ساكنا رغم التوصيات التي بادرت بها السلطات العليا للبلاد بضرورة الإنفتاح على الطبيعة والمساهمة في ترسيخ مبادئها خصوصا في أوساط التلاميذ في إطار برنامج شجرة لكل التلميذ الذي أطلقه وزير التربية الوطنية منذ أزيد من سنتين لكن حال شوارع وأحياء تيسمسيلت لا يوحي بوجود إرادة لتفعيل وتكريس ثقافة التشجير والحفاظ على البيئة حيث تتطاير الأكياس البلاستكية في الهواء وتغزو القمامات محيط أغلب العمارات وتنتشر الروائح الكريهة المنبعثة من الأقبيتها بالإضافة للتقصير في المحافظة على بعض الأشجار والتي على قلتها إلا أنها توفر بعض الظلال وتعطي نظرة جمالية نسبية في وقت تغيب فيه أي مبادرة من طرف السلطات أو حركات وجمعيات المجتمع المدني والتي على كثرتها إلا أنها تنشط على الورق خاصة ونحن في بداية فصل الربيع حيث أن أي مبادرة أو حملة من شأنها غرس ثقافة حب البيئة والتشجير في أوساط الموطنين وذلك بتوفير الإمكانات والتحلي بروح التفائل للإعادة تنشيط نطاق المساحات الخضراء. ع. بوماتع