يعاني مسجد الأمير عبد القادر أكبر مسجد بكل الجزائر طبعا قبل الانتهاء من أشغال المسجد الكبير بالجزائر العاصمة ومن بين أكبر المساجد بشمال إفريقيا، والذي يضم أيضا الجامعة الإسلامية ومجموعة من المحلات أسفله، من تشققات وتصدعات كبيرة مست هيكل المسجد بالساحة إلى جانب عدد من الأقسام بما فيها الجدران العازلة، وهذا بسبب أشغال الترامواي الذي شكلت الفضيحة في الأشهر القليلة الماضية بعد أن تقررت عملية ردم نفق فيلالي الذي تم تدشينه من قبل رئيس الجمهورية شخصيا في ربيع 2006 بغلاف مالي قدر بحوالي 25 مليار سنتيم والذي سيتحول بعد الانتهاء من الأشغال صرحا خياليا فقط لن تبقى منه سوى لافتة التدشين التي تبقى تذكر المارة من هناك بوجود نفق مر عليه ذات يوم الرئيس بوتفليقة... مشروع الترامواي الذي تسلمته الشركة الايطالية "بيتزاروتي" والذي كلف الدولة ميزانية 352 مليون يورو، باشرت أشغالها في المشروع على مقربة من مسجد الأمير عبد القادر على الرغم من كل الدراسات التي أكدت استحالة قيام الأشغال في تلك المنطقة فيما اقترح مكتب الدراسات الفرنسي "أنجيروب" تهديم المحلات الواقعة تحت مسجد الأمير عبد القادر، وهو الاقتراح الذي تم رفضه من قبل رئاسة الحكومة في عهد السيد عبد العزيز بلخادم، وكل هذه المشاكل زادتها الأرضية غير المستقرة التي يتواجد عليها المسجد أين ستتسبب الأشغال هناك في زعزعة المحيط، هذا الوضع عيش الجهات المسؤولة في موقف محرج جدا خاصة مع التوصيات التي قدمها الوالي ومدير النقل بالولاية بعدم المساس بأمن وسلامة المسجد مهما كانت الظروف، وعلى الرغم من كل هذه الأخطار التي تهدد سلامة هذا الأخير والتي توصل إليها كل المسؤولين قبل البداية في المشروع إلا أنهم لم يضعوها في الحسبان، وهو ما جعل كل السلطات الإدارية بالمسجد ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف يدقون ناقوس الخطر على هذا الصرح العريق خاصة بعد الأضرار التي ألحقتها هذه الأشغال به ما استوجب تدخل الشركة الأجنبية المكلفة بإنجاز الترامواي أين قامت بإرسال خبراء قاموا بإعداد تقرير مفصل حول الوضعية التي أقرتها المصالح الإدارية بالمسجد بعد أن تم إبلاغ كافة السلطات المحلية والولائية بوضعيته المتردية والتي تسببت فيها الأعمال بشكل كبير حيث تقرر على إثرها اتخاذ قرار ترك مسافة بين المسجد ومسار الترامواي لتفادي حصول أي أضرار أخرى في المستقبل في حين قامت الشركة بناء على التقرير المعد بحصر حجم الضرر وتقديم تعويضات مالية لمسجد الأمير عبد القادر بعد أن ساهمت في تضرر هيكله الضخم. ويجدر بالذكر أنه تخصيص غلاف مالي يقدر ب 70 مليار سنتيم سيوجه لإعادة تهيئة و تدعيم عدد من الأماكن بمسجد الأمير عبد القادر وعلى رأسها قاعة المحاضرات عبد الحميد بن باديس التي حظيت باهتمام خاص من وزارة المالية التي رصدت لها غلاف مالي قدره 04 ملايير سنتيم، أين ستنطلق بها الأشغال مباشرة بعد الإعلان عن المناقصة واختيار الشركة التي ستتولى هذه المهام تحت إشراف مديرية السكن والتجهيزات العمومية،هذا ويجدر بالذكر أن مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية قسنطينة قد طالبة بمبلغ إضافي يقدر بحوالي 14 مليار سنتيم.