لم يرقى الدخول المدرسي هذه السنة كسابقته من السنوات الماضية حيث شهدت معظم المدارس الجنوبية مشاكل ونقائص بكل المقاييس سواء تعلق الأمر بالهياكل البيداغوجية أو التأطير المدرسي أو الإطعام أو النقل أو غيرها. وكانت البداية من أقصى الجنوب ببلديتي "أم العظام" و"قطارة" حيث غاب العشرات من الأطفال عن مقاعد الدراسة في وقت التحق آخرون على ظهر الحمير قاطعين مسافات طويلة للوصول لأقرب نقطة تعليمية تخلوا من جميع المتطلبات سوى كراسي طاولات قديمة وانعدام حتى مياه الشرب ووجبة إطعام. نفس الشيء حتى لكبرى البلديات كما هو الحال لبلدية "مسعد" أين وجدنا طفلا بمدرسة "أول نوفمبر" ظل لساعات بين أقسام الدراسة وسقط مغميا عليه بسبب الجوع والصخب بأكبر مدرسة تبقى تعاني رغم وعود رئيس الدائرة و"المير" والنواب الذين ضحكوا على أذقان الأولياء والأطفال دون مبالاة منذ سنوات لعدم وجود أرضية لانجاز مطعم مدرسي. ولم تشفع الدراسة لأطفال "سد رحال"، "دلدول" و"سلمانة" كما هو الشأن "لأم الخشب" الذين سئموا انعدام الضروريات والتنقل على ظهر الحمير نفسه الشيء لقرية "الحطيبة" القريبة من حدود "بسكرة" أين يمتنعون عن الدراسة يوم السوق لتسوق أبائهم وعدم وجود وسائل نقل ولا إطعام إلا أن الأدهى من كل هذا أن أبناء الجنوب الذين يدرسون بثانويات ومتوسطات مسعد يجدون أنفسهم مضطرين للمبيت في الشارع بسبب تسجيلهم في ثانويات تخلو من مراقد ولا أقسام داخلي ليلجئوا في الأخير لمغادرة مقاعد الدراسة مجبرين للأسباب المذكورة دون تدخل المدراء ولا المسؤولين لمساعدة أبناء البدو والقرى في مزاولة دراستهم وتأتي الخطوة في ظل انشغال معظم "الأميار" والمسؤولين بالانتخابات المحلية القادمة ليبقى مصير أبناء الجنوب في خبر كان.