جَرفني الشط يا سيدتي… وألقاني كحفنة رملٍ مبعثرة تُلملم مَا تبقى لها من نبضٍ وكبرياء تبحث عن مرساة… لتشكو إليهِ أنينًا راودهَا كل مساء لتذرف أمامهُ وجعًا… وتحكي بفزعٍ أسطورة الأسى ففِي عزِ الفجيعة… أروي عطشي على ذكرى طفلةٍ فاختلطت أحاسيسي بين صيفٍ وشتاء لطفلةٍ تبحثُ عن وطن… أضاعته خلف غيوم السماء لطفلةٍ تبحثُ عن أملٍ… أخفتهُ ستائر الأيام السوداء لطفلةٍ هجرت… فكسرت قلبًا أحبها من بين كل عشائر النساء أحبها بروحٍ عذبة… لا بشراسة الاشتهاء ولأجل حبها… عَبَدَ نبضهُ آلاف الآلهة في الهباء وسلخَ زندهُ كأجساد كربلاء لأجل حبها. .. دق أجراس الأبراج العالية فأجتمع حوله حشود العشاق متتالية فسكب لهم حكاية تجرفهم للهاوية هي حكاية حبٍ… لها بداية وتفضي لسوء النهاية.!.. أخبرهم بانكسار. .. عن حكاية طفلةٍ أضاعت وطنها قد طهرها يومًا بماء الكوثر وغسل روحها من دنس الشر ولكن قلبها في لحظة غباوةٍ غدر ولما جار بها الدهر تعودُ لهِ بعد طول هجر فلِمَا الرجوع إذًا. .. ولم يبق في حبنا رمق ولا قطرة ماء. .. لما الرجوع … وآلاف العصافير هجرت قلاعنَا بعد أن تحولت زغاريدها إلى بكاء لما الرجوع … ألمزيد من الضغينة والشقاء ! أم لتقبلين فجرًا. .. وترحلين عند حلول المساء ! فعودي إلى قصرك هناك. .. فمثلك ليس من مقامهِ الاعتراف بذنبٍ… وانكسار الذات عودي… فأنا رجلٌ لا يملك سوى قلم وحياة البسطاء عودي إلى حياة البؤساء لتعيش بين عصف الخوف… والضوضاء وعندما تدركين ما أعنيه يا غجريتي تعالي لي … فكيف لعاشقِ أن لا يحتضن قلبًا كان له أمسًا… الداء والدواء