رائعة جدا هي تلك اللحظات التي خرج فيها الجزائريون عن بكرة أبيهم ابتهاجا بتأهل منتخبنا لكرة القدم "للكان" القادم في بلاد "نيلسون مانديلا"، كم هي رائعة تلك الأجواء في ربوع وطننا الحبيب... أتذكر أنا المواطن البسيط أنه غداة فوزنا التاريخي على مصر والتأهل للمونديال أتذكر جيدا ويتذكر أبناء هذا الوطن المفدى أننا عشنا في غيبوبة تامة وخدرتنا أخبار تأهل فريقنا عبر القنوات الفضائية الصديقة وغير الصديقة... خدرتنا ولم نفق من تلك الغيبوبة إلا على أصوات أسعار المواد الاستهلاكية وهي تلتهب التهابا غير مسبوق حتى وصلت إلى درجة أننا كدنا لا نصدق أننا ندفع فاتورة فرحتنا بتأهل الجزائر أضعافا وأضعافا. لم نفق من تلك الغيبوبة إلا حينما وجدنا أن الكثير من المشاريع قد انتهت دون أن تكتمل. لم نفق من تلك الغيبوبة إلا ونحن نرى أن كل شبر من البلاد قد استولى عليه تجار العار ومسؤولو الدمار حتى أننا كدنا نجزم أنه يصعب علينا إيجاد أرضية صالحة لبناء مرفق عمومي. أتمنى أنا المواطن البسيط أن أنام وأنا مبتهج بتأهلنا وأستيقظ وأن لا أجد أن الأسعار قد ارتفعت دون عذر. أتمنى أن يكون تأهلنا إلى "الكان" ليس على حساب الرغيف حتى يكون للتأهل طعم وللفرحة معنى ومبروك علينا التأهل.