سنة 2013 ستكون حتما سنة حوادث المرور بولاية الجلفة والإحصائيات المتوفرة إلى حد اليوم تثير الرعب عن إرهاب الطرقات الذي شرد العائلات وحصد عشرات القتلى ومئات الجرحى. قضية حوادث المرور بولاية الجلفة تجاوزت أسوأ التوقعات وأصبح لا يمر يوم ولا نسمع فيه عن فقدان سكان الولاية لشاب أو عائلة كاملة بسبب مأساة الطرقات التي أصبحت ترعبنا من التنقل عبر أرجاء الولاية. كل المصالح الأمنية بالإضافة إلى الحماية المدنية تتفق على أن أول سبب لحوادث المرور هو العامل البشري وعدم احترام قانون المرور في حين لا تشكل حالة شبكات الطرقات، حسب الأرقام الرسمية، سوى نسبة صغيرة من بين أسباب حوادث المرور. لكن العديد من المختصين أكدوا ل"صوت الجلفة" أن حتى ما يسمى في الإحصائيات الرسمية "العامل البشري" هو في الحقيقة مرتبط ارتباط وثيق بوضع طرقات الولاية فحتى حوادث السرعة المفرطة والتجاوز السريع تجد نسبة معتبرة من أسبابها في وضع شبكة الطرقات وخير دليل على ذلك نسبة حوادث المرور المنخفضة جدا في الطريق السيار شرق-غرب بالرغم من استعمال الكثير من مرتاديه للسرعة المفرطة حيث تساهم مواصفات الطريق في تفادي الكثير من الحوادث المميتة. وأوضح مختص في الأشغال العمومية ل"صوت الجلفة" أن هذه الحقيقة لا تشكل تبريرا لتهور السائقين وعدم احترامهم لقانون المرور لكنه أكيد، يضيف محدثنا، أن تحسين شبكة الطرقات سيساهم حتما في التقليل من حوادث المرور بالإضافة إلى ضرورة ردع كل مخالفي القانون وإرهابيي السياقة. 4.000 كلم من الطرقات مهترئة وغير ملائمة وتضم ولاية الجلفة شبكة طرقات ضخمة تقدر بحوالي 4.000 كلم من الطرقات من بينها 10.10 كلم موزعة على 08 طرقات وطنية و446 كلم موزعة على 12 طريق ولائي و2.348 كلم موزعة على 35 طريق بلدي وهي أكثر الطرقات التي تشهد حوادث المرور بالولاية. ويعتبر الطريق الوطني رقم 01 أهم شريان يعبر الولاية عبر 450 كلم من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وهو يضم 05 نقاط سوداء هي "كدية الخشم" بعين وسارة و"قلتت السطل" التابعة لبويرة الأحداب و"رأس الريح" جنوب مدينة الجلفة و"عين الرومية" و"واد الحجل" بعين الإبل بالإضافة إلى 06 نقاط سوداء أخرى موزعة على الطرق الوطنية رقم "01 أ" و"46″ و"40و"40 ب". وتشير إحصائيات الدرك الوطني أن الطريق الوطني رقم 01 عرف منذ بداية سنة 2013 قرابة 180 حادث مرور من بينها 41 في النقاط السوداء التي تعتبر الأكثر خطورة والأكثر حصدا للأرواح مما قد يسهل على السلطات المعنية معالجة معضلة حوادث المرور بالجلفة حيث تستلزم هذه المقاطع برامج استعجالية من أجل إعادة تهيئتها وفق ما يتماشى وحجم حركة المرور التي تدب فيها يوميا. وكان والي الجلفة قد أكد في حوار سابق مع "صوت الجلفة" أن مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 01 في مقطعه العابر لولاية الجلفة قيد الانطلاق حيث ستكون البداية مع مقطع "حاسي بحبح/عين وسارة" على مسافة 40 كلم. لكن يبقى على وزارة الأشغال العمومية التسريع في انطلاق مشاريع باقي المقاطع من عين وسارة إلى بوغزول بولاية المدية ومن الجلفة إلى حدود ولاية الأغواط بالإضافة إلى ضرورة إعادة تهيئة "المقطع-الفضيحة" الرابط بين الجلفة وحاسي بحبح. كما يتعين على وزارة الأشغال العمومية وضع برنامج خاص لباقي الطرق الوطنية العابرة للولاية والتي لم تستفد أغلبها من عمليات إعادة تهيئة منذ انجازها أو تمت تهيئتها على نهج "البريكولاج" كمثال المقطع الرابط بين "عين وسارة" و"سيدي لعجال" والمقطع الرابط بين "سيدي لعجال" و"حاسي الفدول".