تذكرت ما رواه لي بعض المواطنين حين ذهبوا لطلب مقابلة رئيس بلدية حالي بولاية الجلفة، وكيف تعامل معهم بطريقة قد لا يفعلها البلطجية والمنحرفين، قالوا.. خرج " المير" من مكتبه و أطلق علينا وابلا من الشتائم ثم خلع " جاكيت بدلته" وألقاها على الأرض وقال .. هل من أحد يبارزني ..! طبعا هذه الحادثة لم تثير أي استغراب لدي لأني أعرف أن رئيس البلدية خريج حزب معروف بممارسة البلطجة، وقد كنت حضرت عدد من اللقاءات واجتماعات الحزب .. لا احترام .. لا حشمة .. لا حياء .. وإذا قارنت بين أعضاء الحزب و البلطجية المتشردين في الشوارع فليس هناك أي اختلاف بينهم .. وفي أحد اجتماعاتهم الرسمية وقع تلاسن بين عضو وزميله أسفر عن توجيه أحدهما لكمة للآخر . وانتهى بهما الأمر إلى مركز الشرطة وتم الاستماع إلى اقولهما وفتح محضر في القضية .. المهم .. تذكرت هذه الحادثة وأنا أقرأ اليوم خبر رئيس دائرة سكيكدة الذي انهال على مدير الري ضربا وأدخله إلى المستشفى .. وفي هذا السياق أردت أن أقول أن العنف تحول إلى وباء بدأ من الملاعب وانتقل إلى الأحزاب ثم أصاب اطارات الدولة ولا أدري ما هي وجهته القادمة .. ومن الطبيعي أيضا أن تحدث مثلا حالات قتل وانتحار مثلما حدث في مكتب المدير العام للأمن الوطني علي تونسي ومدير تنظيم ولاية معسكر و غيرها من الأخبار التي لم نكن نسمع بها من قبل.. وأردت أن أقول أن الإدارة الجزائرية أصبحت في حالة أسوء من السابق ولا بد من وضع حدا للفوضى التي تعمها قبل أن تحل الكارثة وتدمر كل شيء.. ومن الطبيعي أن تفشل الدولة في مكافحة العنف في الملاعب إذا كان ممثلوها وإطاراتها هم أيضا يمارسون العنف .. أما السؤال الذي أطرحه فهو ما الذي جعل العنف يتسلل إلى عقول المسؤولين ويظهر في تعاملاتهم مع المواطنين و مع زملائهم ؟؟