احتضنت دار الثقافة ابن رشد بالجلفة، فعاليات لقاء حول سيرة الشيخ المقدم الزبدة ونشاطاته، حيث حظره العديد من الوجوه الدينية المعروفة بالولاية وحضره العديد من مختلف شرائح المجتمع وكذا العديد من أحفاد الشيخ رحمه الله. حفيد الشيخ المقدم الزبدة الأستاذ حامدي سعد، قدم نبذة عن حياة ونشأة الشيخ وذكر اهم مواقفه في إصلاح ذات البين والمعروف بكرمه وسخائه لينقل الكلمة الى الضيوف الكرام ويتدخل كل من الشيخ قويسم الميلود مفتي الولاية وسي الطيب إبراهيمي معتمد الولاية والإمام بن الحاج الصادق، والإمام عبد الرحمن رحمون والإمام بن سليم سعدي وحفيديه محمد الأمين، ليتحدثوا عن أهم مواقفه. فالشيخ مقدم الزبدة المولود بتاريخ 1904 والذي عاش يتيما بعدما توفي أبوه وهو في سن 17 تربى تربية عصامية، وقلده شيخه سي عبد الحميد مختاري شيخ الزاوية بأولاد جلال والشيخ بلقاسم بن الحاج محمد الهاملي بزاوية الهامل بوسعادة وغيرهم الكثير وأذنوا له بتأسيس زاوية اختار الملاقة بفيض البطمة مكان لها، حيث التف حوله عرشه أولاد أم الإخوة وكانت قبلة للفقراء فلا يرد سائلا أو محتاجا، له كرم حاتمي وقاضيا بينهم في الكثير من الخصامات فكان يفك ويحل الكثير من القضايا الشائكة فعرف بفصاحة اللسان وبدهائه وفطنته ووسع حيلته فله حلول سديدة ما زادته محبتا واحتراما بين الناس هذه الشخصية القوية جعلت ثلاثة عشر عرشا أو رفقة تلتف حوله وتجعله محيطا بكبرائهم، ليجعل منهم أهل مشورة ومساندة ويكن لهم احتراما كبيرا، فكان ذا نظرة ثاقبة وحادة وصوت رخيم وله مهابة فمجالسه محترمة ومجالس علم ويحترم العلماء ويجلهم ويتوقف إذا قيل له قال الله قال الرسول لا يناقش فيه وفي كلامه سريرة. وعرف الشيخ بمساهمته في دعم الثورة التحريرية ماديا سواء بالمال أو الغذاء مما جعله في الكثير من المرات عرضة لمحاولة اغتيال وكذا مساهماته في بناء العديد من المساجد والمدارس القرآنية، وبعد انتهاء الثورة التحريرية واستقلال الجزائر، كانت له مساهمة كبيرة في العفو عن الكثير من الشباب المغرر بهم وتفرغ الشيخ لإصلاح ذات البين سواء بين الأفراد أو العروش، في الولاية وخارجها فعرف بحنكته في فصل النزاعات ولم يكن عنصريا أو مائلا إلى جهة دون أخرى ما أكسبه صيتا ومكانة قوية بين الناس ومازالت مآثره تتناقلها الأجيال إلى غاية اليوم. هذا وعمر بيته القرآن الكريم والذكر حتى وافته المنية سنة 1972 بفيض البطمة وكانت جنازته كبيرة ومهيبة وجاء الناس من كل حدب وصوب وصلى عليه الشيخ عبد الحميد رحمون رحمه الله ورثاه العديد من الشعراء من بينهم الشاعر مسعود بن الصالح فرحمه الله وجزاه عنا خير الجزاء ليختتم اللقاء بقصيدة من القاء الشاعر غويني عبد الحميد قصيدة في حق الشيخ وتكريم العائلة من طرف حمامة السلام بن عطالله احمد الحرزلي .