تحولت في الآونة الأخيرة، مداخل الثانويات إلى أماكن لممارسة شتى الجرائم، الثانويات تعبر عن الصرح العلمي الذي يتخرج منه إطارات المجتمع التي من المفترض أن تكون عدة المستقبل و المعول عليها لرفع مشعل الرقي و التطور لركوب قطار الحضارات المتقدمة، إلا أنه و للأسف الشديد، المار بمختلف ثانويات مدينة سطيف؛ يشد انتباهه تصرفات طلبة الوقت الحالي التي حقا نأسف لها شجارات، تعاطي للمخدرات و الكلام البذيء الصادر من فاه طالب يصنف ضمن فئة الطبقة المثقفة -إلا من رحم ربك- و ما يزيد الطينة بلة ، أن هذا "الطالب الجاهل" ينظر لتصرفاته أنها من باب التقدم و "الرجولة" ، لكن و في الحقيقة ما هي إلا مرآة عاكسة للحالة النفسية التي يعاني منها الطالب و فهمه الخاطئ لمعنى الرقي و التطور. هذا ما أكدته لنا طالبة بالسنة أولى ثانوي 'م.س' مضيفة: " أصبحنا نتخوف نحن الفتيات من هؤلاء الزملاء الغلابى مدمني المخدرات مما قد يصدر عنهم من أفعال بعد تعاطيهم لهذه السموم ، خاصة و أنهم يتلفظون بكلام -حتى أمام الأساتذة- لا يطيق أحد سماعه ، الأستاذ الذي قيل أنه كاد أن يكون رسولا. فعجبا لهم". من جهتها، الشابة 'ص.ز' طالبة بالقسم النهائي ، صرحت قائلة: " هناك العديد من الشباب التائه لا رغبة لهم في الدراسة و أنهم يعملون المستحيل لضم أكبر عدد إلى شلتهم الخطيرة و المخيفة، كما أنهم لا يحترمون أي أحد سواء الأساتذة أو الطالبات المتمدرسات معهم؛ فبالإضافة إلى الشجارات التي قد تنجم عنهم في بعض الأحيان و التي غالبا ما تنتهي بحادثة مأساوية ، تجدهم أحيانا أخرى مجتمعين لتعاطي مختلف السموم القاتلة" . أما الطالب 'خ.ب' المتمدرس بالمستوى الثانية ثانوي، عبر عن رأيه قائلا: " أنا شخصيا أعتبر أن هؤلاء الشباب أثر عليهم سن المراهقة ، كثرة مشاهدة الفضائيات التي تحرضهم على هذا النوع من الأعمال و مختلف مواقع الإنترنيت، فالشاب العاقل سرعان ما يتفطن و يرجع إلى جادة صوابه قبل فوات الأوان أما البعض الآخر ممن أسميهم أنا بضعيفي الشخصية فإنه و بعد مرور القطار عليهم يؤنبهم ضميرهم و يجدوا أنفسهم في الهاوية"...فإلى متى يتعقل طلبتنا المتجاهلين للمعنى الحقيقي للتقدم والحرص على التعرض الأمثل لمختلف تكنولوجيات الإعلام و الاتصال الحديثة؟ سؤال يبقى يطرح نفسه في ظل انتشار هذه الظاهرة بمختلف مداخل عديد الثانويات كانتشار النار في الهشيم.