قال مسؤولون روس إن 40 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 33 عندما فجرت مهاجمتان انتحاريتان عبوات ناسفة في عربتي مترو مزدحمتين خلال ساعة الذروة الصباحية في أسوإ هجوم تشهده العاصمة الروسية منذ ست سنوات. وقد أمر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتشديد الإجراءات الأمنية في وسائل النقل العامة، بعد ساعات من مقتل 40 شخصا في انفجارين وقعا بمحطة مترو الأنفاق بالعاصمة موسكو، وتعهد ميدفيديف بمحاربة ما أسماه ب''الإرهاب حتى النهاية''، معلنا عن بدء تحقيق بشأن الجهة التي تقف وراء الانفجارين، وفور وقوع الانفجارات، أعلن متحدث باسم هيئة الطيران المدني في روسيا ''الهيئة أبلغت كل المطارات المحلية برفع درجة الاستعداد الأمني بعد انفجارين انتحاريين في عربتي مترو مزدحمتين خلال ساعة الذروة الصباحية''. وقال الناطق باسم وزارة الطوارئ ''الانفجار الأول وقع صباحا واستهدف محطة لوبيانكا وهي من المحطات الرئيسية لشبكة النقل بالقطارات''، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل 14 شخصاً داخل قطار، بالإضافة إلى 11 آخرين قتلوا على رصيف المحطة، كما أسفر عن إصابة 17 شخصا، وبعد نصف ساعة، وقع الانفجار الثاني في إحدى عربات القطار الذي وصل إلى محطة ''بارك كولتوري''، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا وإصابة 15 آخرين، ورجحت السلطات الأمنية أن يمثل الانفجاران عملا إرهابيا. وأعلن النائب الأول لعمدة موسكو بيوتر بيريوكوف أمام الصحفيين أن التحقيقات الأولية رجحت أن يكون إرهابيتان فجرا نفسيهما داخل عربتين من عربات قطارين من قطارات المترو، ونقلت وكالة ''نوفوستي'' عن مصادر أمنية أن الانفجار الذي وقع في محطة ''بارك كولتوري'' نتج عن عبوة ناسفة قوتها 500 إلى 2000 جرام من مادة التروتيل، وانفجرت على ارتفاع 100 120 سم وكانت مثبتة على جسم امرأة، على الأرجح، كما أشار إلى ذلك تحليل أشلاء مَن نفذ العملية التفجيرية الإرهابية فيما يبدو. وأضافت المصادر أن هذين الانفجارين يشبهان العملية التفجيرية الإرهابية التي وقعت في محطة مترو أنفاق موسكو ''افتوزافودسكايا'' في عام 2004 وأيضا تفجيرات مترو لندن عام ,2005 وكانت عشرة أشخاص قد لقوا مصرعهم في أوت 2004 عندما فجرت انتحارية نفسها في مترو الأنفاق شمال شرقي موسكو، بعد ستة أشهر من هجوم آخر عندما فجر انتحاري حزامه الناسف في قطار للإنفاق بموسكو، موقعاً 40 قتيلاً و100 جريح. يشار إلى أن روسيا شهدت في 2007 حادث خروج قطار ''نيفسكي'' السريع عن خطه الحديدي، مما تسبب بجرح 60 شخصاً، وقالت موسكو إنه كانا ناجم عن انفجار شحنة ناسفة في عملية وصفت بأنها ''إرهابية''. كما شهدت روسيا في أوت 2009 مقتل أكثر من 30 شخصاً عقب وقوع حادث في محطة ''سايانو شوشينسكايا'' الكهرومائية، ونفت روسيا وقتها وجود خلفيات ''إرهابية''. وكانت العاصمة الروسية شهدت في العقد الماضي سلسلة انفجارات دامية تبناها ناشطون من جمهورية الشيشان الانفصالية، لكنها تراجعت إلى حد كبير في السنوات الماضية، ونقلت وكالة انترفاكس عن مصدر أمني قوله إن الانفجار الأول قد يكون ناجما عن تفجير انتحاري، وقال المصدر ''هناك معلومات تشير إلى أن الانفجار نفذه انتحاري''، وكانت الشيشان شهدت تزايدا في أعمال العنف أيضا في الأشهر الماضية مع مساعي السلطات المحلية الموالية للكرملين إلى قمع انتفاضة إسلامية.