بعد أن كثر الكلام عن مراكز الإفطار التي أصبحت حديث الساعة منذ حلول شهر رمضان الفضيل قررت " سطيف .نت " زيارة أحد مراكز الإفطار لنحل ضيوف على "مطعم الرحمة" الذي بادرت به عائلة "مصطفاوي" بالتنسيق مع إدارة التكافل الإجتماعي لولاية سطيف، لنقف على العديد من الأمور منها النظافة ونوعية الأكل التي تقدم للإفطار الصائمين سواءً كانوا في حالة عوز أو من عابري السبيل، حتى أن القائمين على هذا المطعم لم يكتفوا فقط بفتح باب المطعم وتحضير الأكل و الشرب بل وصل الأمر إلى تسخير سياراتهم الخاصة لجلب المحتاجين والمسافرين الذين تعطلوا عن الوصول إلى منازلهم من محطة نقل المسافرين المتاوجدة بالقرب من هذا المطعم التضامني مع الفقراء والمحتاجين. وحتى المقيمين المسلمين من بلدان إفريقيا السمراء الذين جيء بهم من مختلف أحياء مدينة سطيف ، ليأكلوا لقمة ساخنة ونظيفة تسد رمق وعطش يوم كامل من الصيام ، حيث يقدم هذا "مطعم الرحمة" حولي "200 وجبة كاملة " و تترأس كل وجبة "الشوربة" كطبق أول بالإظافة إلى طبق ثاني ناهيك عن المشروبات الغازية والحلويات ما أدهش الجميع ، لأن باقي المراكز لا تقدم نفس الأكل والشرب سواء من حيث النوعية أو من حيث النظافة لدرجة أنه بعد انتهائهم من الأكل يقولون هذا مركز إفطار "5 خمس نجوم" . عابر سبيل من "بجاية" أراد أن يدفع ثمن إفطاره بعد أن أفطر الجميع و ادروا المطعم فرحين بما أكلوه من طعام فجأة تقترب سيارة من نوع "بيجو 406" وبمجرد اقترابها من رقم لوحتها عرفنا أن ركابها من ولاية "بجاية" ليخفض سرعته سائق السيارة مباشرا بسؤاله " هل هناك أكل؟" ، وما إن أنهى سؤاله حتى هم الجميع بدعوته للإفطار ليخرج هو وعائلته بعد أن ركن سيارته بالقرب من مركز الإفطار وحين اقترب منه أحد القائمين على المطعم قال له بأنه أتى من ولاية تبسة متجها نحو منزله الكائن بإحدى القرى التابعة لولاية بجاية والطريف من هذ الرجل أنه حسب أن الأناس الذين أوقفوه يريدون منه مالا بعد أن أفطروه ليقوم بطرح سؤال لأحد الشباب الذي قام بخدمته "كم هو ثمن الأكل الذي أكلناه" ليرد عليه الشاب قائلا "لا نريد لا جزاء ولا شكورا كل ما نريده منكم هو أن تدعوا لنا بالخير في هذا الشهر الفضيل ". شهر "رمضان "أعاد صفتي الكرم والعطاء لسكان سطيف عب هذه المبادرة الطيبة التي باركها العام و الخاص يظهر جليا أنه ما زال سكان سطيف يحافضون على شيمهم ألا وهي الكرم التي لا طالما حكى لنا أجدادنا عنها فهي صفة لازمت السطايفية منذ القدم إلا أن تغير العقليات و غلاء المغيشة تحجرت قلوب الناس إلا أن شهر "رمضان الكريم" أعاد لهذا المجتمع صفة الكرم التي كادت أن تندثر من هذا المجتمع، و من جهة أخرى تشجع السلطات الولائية على رأسهم مديرية "التكافل الإجتماعي" على تشجيع مثل هذ النوع من الأعمال الخيرية التي تربي المجنمع الجزائري بصفة عامة على التكافل و الإتحاد في وقت الأزمات و الشدائد ليجد المجتمع الجزائري نفسه مدربا على صفة التكافل والإلتحام بدلا من العيش كمجتمع غربي لا يولي للتكافل الإجتماعي أهمية كبرى . المركز يغتنم الفرصة و يوجه دعوة عامة للمعوزين ويغتنم القائمين على هذا المركز المنواجد ب"حي لجنان" أين يقع بالقرب من "ملعب 8 ماي" مقابل مركز التكوين المهني للبنات بتوجيه دعوة عامة لجميع العائلات المعوزة وكذا فئة المحتاجين الذين ليس لديهم مكان يفطرون فيه بأن لا يترددوا في التوجه لهذا المطعم الذي يرحب بهم إلى غاية آخر يوم من شهر رمضان الفضيل أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالخير والبركة .