يردد كثيرا أجدادنا مقولة"الجار قبل الدار"و تعبّر هذه المقولة عن مكانة الجار عند كثير منا،كان هذا قديما فعندما يذكر الجار،يذكر على أساس أنه واحد من أفراد العائلة و الأقارب يأتي متى شاء ويذهب متى شاء،كما أن النبي صلى الله عليه و سلم قد أوصى بسابع جار،لكن واقع هذا الكلام قلّ كثيرا في مجتمعنا و يكاد ينعدم،والسؤال الذي يطرح نفسه كيف أصبح الجار في زمن تغيّر فيه كل شيء. قصص كثيرة عشناها ولكنها تلاشت و أصبحت الآن من الماضي ،فقد كان الجيران يبعثون لبعضهم البعض بوجبات الفطور أو الغداء أو العشاء،ومن قلّت إمكانياته كان جاره في عونه،من عادات و تقاليد الجيران أنهم يقومون ببعث أطباق خاصة في مناسبات خاصة (طبق العيش باللحم لخليع و طبق الشرشم)،لكن أين نحن الآن؟ أصبحنا و كأننا في بلاد غربية لدرجة يسرق منزل الجار و جاره لايعلم،لم تعد هناك ثقة بين الجيران فكل جار يخاف جاره،يتعامل معه بتكبّر(عقلية التشناف والهدرة الفوق الفوق)،وفي رمضان شهر الرحمة و الغفران يقرب البعيد كل جار ينتظر السلام من الآخر،لكن الواقع عكس مانتمناه فقد أصبح الجار يصوم على جاره،وفي الأخير نتمنى أن تكون قد مازالت فئة من الجيران الأهل(ريحة بكري)حتى ولو بنسبة قليلة في زمن تغير فيه كل شيء.