غليان و غضب كبيرين في أوساط سكان "مشتة الربيبة" ببلدية بني فودة جراء المشاكل الكبيرة التي يتخبطون فيها و المعاناة اليومية التي يعيشونها من مختلف نواحي الحياة و كذا استحالة الحياة بهذه المنطقة و تتصدر قائمة هذه المعاناة أخطار المحجرة المجاورة التي تشكو منها أكثر من 30 عائلة بالمنطقة إضافة إلى انعدام الغاز الطبيعي و غياب الإنارة الريفية و لمعرفة هذه المعاناة و الاطلاع فعلا على يوميات السكان تنقلت "النهار" عشية أمس إلى عين المكان من أجل نقل إنشغالات هذه العائلات و التي لا ذنب لها سوى أنها تقيم بهذه المنطقة التي تنعدم فيها أبسط ضروريات الحياة إلى السلطات الولائية "تعبنا من كثرة الوعود و الانتظار" هذه أولى الكلمات التي أسترسل بها الكلام كبير المنطقة السيد "ز. الصديق" الذي أكد لنا أنهم رفعوا انشغالاتهم إلى السلطات المحلية عدة مرات و قد تلقوا وعودا كثيرة لكن دون جدوى و لم تلتفت إلينا السلطات إلى حد الساعة و قد تضرروا كثيرا من الأشغال اليومية لهذه المحجرة التي تبعد عن منازلهم بكيلومتر فقط خاصة يومي الثلاثاء و الخميس أين تقوم المحجرة بأشغال الإنفجارات التي هدّمت منازلهم و أسقطت الأسقف و الجدران ، فيما أكد الآخرون أنهم أصبحوا يخشون سقوطها في أية لحظة على أطفالهم الصغار و المتقدمين في السن الذين يلازمون البيت يوميا ، أما العائلات الأخرى فقد أكدت لنا أنهم استفادوا من مشاريع ترميم بعض الشقق و التصدعات التي مست جميع منازلهم إلا أن أشغال المحجرة تبقى تهدم منازلهم في كل مرة ، و قد تنقلت المصالح المسؤولة لمعاينة الوضع آخر مرة في شهر ماي و وعدتهم بانقاذهم من هذه الوضعية المزرية إلا أنه لا جديد يُذكر إلى حد الآن ، إضافة إلى إصابة أغلب سكان المنطقة بأمراض الحساسية و الربو نتيجة الغبار و القمامة المتناثرة في كل مكان و في ظل كل هذه المعاناة التي أتعبت السكان كثيرا فهم يناشدون السلطات القائمة على الولاية بضرورة إسكانهم في سكنات لائقة أو إنهاء أشغال المحجرة و مدّهم باعانات مادية في إطار البناء الريفي ، إضافة إلى الوضعية المزرية للطرق الريفية بالمنطقة التي تعاني منها أغلبية القرية التي تبعد عن مقر البلدية بحوالي 10 كلم فقط ، إذ أن هذه الطرق غير مهيأة حتى للمشي من قبل المواطنين و هي عبارة عن حصى و أتربة متراكمة لا أكثر و يتفاقم الوضع خاصة في فصل الشتاء أين تكثر البرك المائية التي تصعّب من تنقّل المواطنين جراء كثرة الأوحال و قد تحوّلت هذه الطرق إلى هاجس حقيقي و مصدر قلق دائم بالنظر إلى الوضعية التي توجد عليها ، و من خلال منبرسطيف نت فإن المواطنون يناشدون المعنيين بشق هذه الطرق الريفية لتسهيل تنقلاتهم اليومية ، كما طالب السكان السلطات المحلية بتزويدهم بالإنارة الريفية التي من شأنها أن تسهّل عليهم ظروف الحياة في هذه المنطقة النائية التي تفتقر لمختلف ضروريات الحياة إضافة إلى مناشدتهم لسلطات البلدية بمدّهم بأنابيب الغاز الطبيعي الذي لا يبعد كثيرا عن مقر البلدية و ذكروا أن حرمانهم من هذه المادة الحيّة رغم أن الأنبوب قريب من منازلهم يعني مواصلة معاناتهم اليومية مع قارورات غاز البوتان التي تُلزمهم ساعات طويلة للحصول عليها خاصة في فصل الشتاء أين تكثر معاناتهم و تزداد جراء نقص المواصلات ، و في ظل هذا و ذاك فإن السكان يطالبون القائمين على البلدية و الدائرة بالتدخل السريع لإيجاد الحلول المناسبة و مساعدتهم في القضاء على هذه المشاكل التي يعانون منها يوم بعد يوم