الطفل يتأثر بسلوك ذويه بنسبة 100 بالمئة في العمر الصغير حتى 12 عاما، وبعد هذا العمر فإن الطفل يبدأ بالتأثير بالبيئة الخارجية من مدرسة وأصدقاء وأقارب. ويقول المختصون إن الأهل يغفلون أحيانا عن ضبط انفعالاتهم وتصرفاتهم أمام الأبناء متناسين تأثر الأبناء الكبير بهذه التصرفات ومحاولتهم تقليد آبائهم وأمهاتهم بكل صغيرة وكبيرة وانعكاس هذا الأمر على تصرفهم في المستقبل، وقد لا يلتفت الأهل إلى خطورة هذا الأمر ظنا منهم أن الأطفال لا يدركون الأمور بشكل واضح خاصة في الأعمار الصغيرة. فسلوك الأب والأم في المنزل يؤثر كثيرا في سلوك الطفل ونفسيته وينعكس على شخصيته في المستقبل، وتثير تصرفات بعض الأطفال نزق الأهل، متناسين أن نسبة كبيرة من هذه التصرفات هي صنيع أيديهم. والطفل إذا نشأ في منزل يرى والديه به يتعاملون باحترام وتقدير فهذا بالتأكيد سيخلق منه شخصا يحترم نفسه ومحيطه. ودور المدرسة يكون مضاعفا لتعديل السلوك، وقد تفشل المدرسة بالأمر إذا أصر الأهل على عدم خلق البيئة السليمة للأطفال من خلال سلوكياتهم السلبية، ومن المثير أحيانا تعمد الأهل إكساب الأطفال صفات سلبية كالمراوغة، مبررين ذلك بأنه يحصن الأطفال ضد المجتمع الذي يتطلب التعامل معه نوعا من المراوغة وارتداء الأقنعة المزيفة لمواجهته. وبالطبع هناك فرقا بين تربية الطفل حتى يتحمل الواقع بكل سلبياته، وأن يربى على أن يكون ساذجا ومثاليا في مجتمع يتطلب التعامل مع كل الأصناف البشرية.