يعزف الكثير من المدمنين على المخدرات كسموم قاتلة من اتباع خطوات العلاج بالمراكز المتخصصة في علاج الإدمان المتوفرة على المستوى الوطني والتي تستقبل كل شخص يرغب في العلاج من تلك السموم، إلا أن تلك الخطوة يحسب لها من وقع في فخ الإدمان ألف حساب كون أن الكثير من المدمنين يرون أن التحاقهم بمصحات يرادف لدى الكل اختلالهم العقلي وسقوط تهمة الجنون عليهم ونعتهم بالمجانين، الأمر الذي يبعدهم عن إتيان تلك الخطوة الإيجابية للخروج من نفق الإدمان المظلم المليء بالمشاكل الصحية والنفسية خصوصا بعد تقدم مراحل الإدمان وسريانه في دم المدمن. نسيمة خباجة ويتخوف هؤلاء من ذلك النعت وألغوا تخوفهم من ذلك السم القاتل الذي قد يوصل المدمن إلى مراحل الجنون والإقبال على سلوكات خطيرة على غرار الانتحار السرقة الاعتداء على الغير وغيرها من السلوكات التي نجدها أخطر من التخوف من نظرات المجتمع وألسنة الناس. بحيث يرى مختصون في معالجة الإدمان أن من بين الأسباب التي تؤدي إلى عزوف المدمنين على العلاج النظرات الناقصة التي تلحقهم من الغير واعتبارهم مجانين أو حتى رفضهم المكوث بالمستشفى من أجل العلاج، من دون أن ننسى خوفهم من أعوان الأمن وزجهم في السجن في حال اكتشاف إدمانهم على المخدرات، كل تلك الأمور اجتمعت لمنع قيامهم بخطوة العلاج التي توفرها مراكز ومستشفيات عبر كامل التراب الوطني والتي تبذل جهودا لأجل استقطاب هؤلاء ومداواتهم وإخراجهم من قوقعة الإدمان الذي ينخر أجساد الشباب بدليل وصول آخر الإحصائيات إلى 300 ألف مستهلك للمخدرات في الجزائر، و يعزف أغلب المدمنين عن الاتصال بمراكز العلاج لإتيان تلك الخطوة التي قد تنجيهم من العذاب والخوف الدائمين والجو المظلم الذي يتخبطون فيه. وفي حديث للسيد عبيدات عبد الكريم خبير دولي ورئيس المركز الوقائي والعلاج النفسي للمدمنين بالمحمدية أكد أن المدمن يتخوف كثيرا من خطوة الإقدام على العلاج والاتهامات التي قد تلحقه، كما يتخوف من المكوث داخل المستشفيات كلها عراقيل تثنيه عن الإقدام على الخطوة المهمة، ونحن على مستوى المركز- يقول - نوفر شتى الطرق العلاجية التي تريح المدمن وتتركه يتابع العلاج عن بعد عن طريق مربين ومعالجين نفسانيين بل وفكر المركز في تقريب العلاج أكثر من الشباب المتورط في عالم المخدرات بتخصيص حافلات متنقلة مؤطرة تأطيرا كاملا بالطقم المشرف من معالجين ونفسانيين تجوب الأحياء لإسعاف المدمنين عن قرب من أجل محو بعض الأفكار السلبية التي تلم بالشباب، منها التخوف من رجال الشرطة وكذا تهرب المدمن من نعت (مجنون) في حال ما إذا استلزم الأمر مكوثه في المستشفى لإتمام العلاج كلها أفكار تبعد المدمن عن مباشرة العلاج بالمراكز المتخصصة التي باتت توفر طرقا للعلاج أكثر نجاعة لاستمالة الشبان الذين يعانون من ذات المشكل.