أطلق عدد من طلبة وطالبات المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة بالعاصمة حملة (حجابك حصنك) والتي تهدف لتحجيب الجامعيات تزامنا مع انتشار مظاهر العري والانحلال الأخلاقي وكذا ظاهرة التبرج المبالغ فيه التي اجتاحت المدرسة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي مسّ بسمعة وصورة المدرسة كحرم جامعي لتكوين أساتذة وأستاذات المستقبل، هذا ما دفع بمنظمي هذه الحملة لإطلاقها على نطاق واسع في المدرسة بمبادرة عدد من الطلبة والطالبات من مختلف النوادي والمنظمات الذين نجحوا في تحجيب أكثر من 40 طالبة. وكانت الحملة قد انطلقت الاثنين الفارط واختتمت الاربعاء الفارط في أجواء مهيبة شهدت تحجيب عدد من الطالبات اللواتي أعلن عن قرارهن أمام الحضور في أجواء شبهها البعض ب(فتح مكة)، وكانت الحملة قد بدأت بتعليق قصاصات تحث على ارتداء الحجاب وعدم الانصياع لمغريات الدنيا وشهوات الحياة إضافة لصور وملصقات تظهر أهم أسباب عزوف الفتيات عن ارتداء الحجاب، كما شهد اليوم الثاني من الحملة توزيع أقراص ومطويات على الفتيات إضافة لأحاديث وحوارات جمعت المشاركين في الحملة بالطالبات في وقفات تربوية وإيمانية صنعت أجمل صور التناصح والتكافل وفي سؤالنا لعدد من الطالبات اللواتي قدمت لهن نصائح ومواعظ تحث على ارتداء الحجاب ذكرت لنا الطالبة (س.ب) أنها أحست بشعور هو الأول من نوعه في حياته إذ شعرت أن العالم لا يسعها من فرحتها فقط لأنها وجدت من يقدم لها النصيحة كأخ لها في الوقت الذي كثرت فيه المغريات كما أكدت لنا باكية أنها وطيلة حياتها لم تجد أحدا يرشدها لطريق الحق، في ذات السياق أكدت (ن.ك) أنها ورغم رفض عائلتها للأمر ستفكر بالأمر بجدية لأول مرة لا لشيء إلا لأنها أحست بصدق النصيحة التي قدمت لها. وفي حديثنا لإحدى المشاركات بالحملة أكدت أنها متفائلة جدا بما ستسفر عنه هاته الحملة، الأمر الذي لمسناه في اليوم الأخير من هذه الحملة والذي شهد مشاركة الأستاذ (سيدعلي بوعدو) الذي تحدث طيلة يوم كامل عن فضل الحجاب وأهميته كعبادة ووسيلة للتقرب من الله تعالى وكذا عن المواصفات الحقيقية للحجاب بعد انتشار ظاهرة (حجاب السروال) وأنواع أخرى بحجة الموضة والعصرنة، كما أشرف على دردشة مفتوحة مع الطالبات حول واقع الحجاب في الجزائر بمشاركة عدد من منظمي الحملة الذين تحدثوا مع الطالبات عن أهم الأسباب التي منعتهن من ارتدائه والتي تنوعت بين أسباب شخصية وأفكار خاطئة كفكرة أن الحجاب مانع من موانع الزواج إذ أكدت أغلبهن أنهن سترتدين الحجاب بعد الزواج اعتقادا منهن أن الحجاب سيحول بينهن وبين الاختيار الأمثل لشريك العمر وسيحجب عنهن الخطاب، بينما أكدت أخريات أن المحيط الذي يعشن فيه يرفض الحجاب بسبب الذهنيات (المتفتحة) التي تعتبر الحجاب تقييدا لحرية المرأة ورمزا للرجعية. وفي ختام هذا اليوم الذي أطلق عليه الأستاذ (سيد علي بوعدو) اليوم العالمي للحجاب قررت أكثر من 40 طالبة أن تتحجب في أجواء إيمانية مهيبة بعد أن ساهم المشاركون في اقتناء ألبسة الحجاب للطالبات أهديت لكل فتاة قررت أن تتحجب في هذا اليوم الذي لن يمحى من أذهانهن كما أكدن إذ تعالت التكبيرات في القاعة التي امتلأت بدموع الفرحة إذ قالت لنا إحدى المتحجبات أنها دخلت الإسلام من جديد شاكرة المشرفين على هذه الحملة التي أكد أحد منظميها أن هذه المبادرة التي أطلقها عدد من الشباب عملا بقوله (عليه الصلاة والسلام) (من رأى منكم منكرا فليغيره) قد نجحت لحد ما داعيا إلى الاستمرارية فيها بعد أن لمسنا -حسب قوله- أن عددا كبيرا من الطالبات يرغبن في الحجاب ولكن تمنعهن عوائق كالعائلة لذا وجب علينا نشر الوعي للنهوض بالأمة الإسلامية. للتذكير فإن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها بل عرفتها عدد من الجامعات في الجزائر ولعل أبرزها كانت حملة التحجيب بجامعة (هواري بومدين) بباب الزوار وعدد من الجامعات، كما عرفت المدرسة في السنوات الماضية مبادرات مشابهة لكنها لم تكن بهذا الحجم وأضاف البعض أن ما ميّز حملة (حجابك حصنك) هو ما حققته من نجاح في مدة وجيزة.