أظهرت الدراسات أن طفلاً واحداً من بين كل ثلاثة أطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين 9-11 سنة لديه ارتفاع في كولسترول الدم، ما يعرضه لمخاطر الوفاة الباكرة بسبب الأمراض القلبية والإصابة بالجلطة والسكتة. ويرتبط ذلك بزيادة الوزن المنتشرة بين الصغار، ففي الولاياتالمتحدة الأميركية أكثر من 35% من الصغار لديهم زيادة في الوزن ويعود ذلك إلى نمط الحياة، وإلى التغذية غير الصحية المعتمدة أساساً على الوجبات الجاهزة، والمشروبات الغازية وغيرها من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، والغنية بالدهون المشبعة المخفية غير الظاهرة للعيان، كما هو الحال في البسكويت والمعجنات وغيرها. ووفقاً لدراسة في دولة الإمارات فقد كشف مؤخراً مدير إدارة التربية الرياضية في وزارة التربية والتعليم، عن نتائج الاختبارات القبلية للياقة البدنية للتربية الرياضية، والتي جاء فيها معلمو ومعلمات دبي الأعلى سمنة للعام الثاني على التوالي، مما جعل الإدارة تعتزم إجراء دراسة ميدانية للوقوف على أسباب ارتفاع معدل السمنة لديهم ومن ثم إعداد برامج علاجية للمستهدفين، حيث تم الانتهاء من تحليل نتائج الاختبارات القبلية للياقة البدنية، والتي تم تعديلها لتشمل قياس الوزن والطول واستخراج مؤشر كتلة الجسم، بعد أن كانت تشمل تمارين بدنية لقياس بعض متغيرات اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة. والسمنة بكافة أنواعها وفقاً للمعايير الدولية وقياس معدل كتلة الجسم، هي مؤشر خطير، والبدانة بين قوسين (وباء) ينبغي التصدي له والعمل على التقليل من نسبته إلى الحدود الدنيا، وهذا الأمر ليس بالأمر الصعب، إذا ما تضافرت جهودنا جميعاً، أياً كانت مواقعنا من أجل وضع خطة عملية قابلة للتطبيق وتحقيق أهدافها، وليس فقط إطلاق حملة من أجل كسب خبر صحفي هنا ولقاء إذاعي أو تلفزيوني هناك، علينا جميعاً أقصد مؤسسات معنية بصحة وسلامة الإنسان، مثل البلديات والهيئات الصحية والتربوية والرياضية والاجتماعية، والأندية النسائية والرياضية والمؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، وغيرها الكثير من أجل دعم الحملة محددة الأهداف التي تجعل من الحياة الصحية (نمط حياة). ونمط هذه الحياة يبدأ من المدرسة، من خلال حركات بسيطة من أجل تدعيم الرياضة في حياة التلاميذ، فتحية العلم الوطني مثلا في الطابور المدرسي كل صباح بعشر دقائق من الحركات السويدية والحركات الرياضية الخفيفة التي يشارك فيها كافة أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب كفيلة بتنشيط الطفل طوال اليوم، وكم هو جميل أن تنظم ألعاب ترفيهية بين الهيئات التدريسية وبين الطلاب. لأن الهدف الأساسي هو التوعية ليس من خلال التلقين وإنما من خلال المشاركة في مثل هذه الأنشطة والفعاليات. وكم هو ضروري أن تفرض البلديات شروطاً معينة تتعلق بالمواد الدسمة المستخدمة في المطاعم والمخابز وغيرها من المؤسسات التابعة لها ، وأن يتم توفير مناطق آمنة لكي يلعب الأطفال في كل مكان، لأن اللعب وسيلة ترفيهية وتنشط الطفل وتزيد من حيويته وتقلل من جلوسه الطويل أمام الكمبيوتر والتلفزيون، والتلفزيون للأسف لا يوفر للطفل إلا الإعلانات الخاصة بالمشروبات الغازية والوجبات السريعة، ويحرمه من حقه بالتمتع بالحياة بصحة وحيوية. محاربة السمنة مهتمنا جميعاً، فهل نعمل على تحقيق ذلك، ونبدأ الخطوة الأولى لأن التوعية في الصغر صحة وحيوية في الكبر.