يبدو أن الحصار الذي تفرضه قوات الأمن المشتركة الخاصّة في مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني في (محور الموت)، والتي تكلّل بالقضاء على أغلب العناصر العملياتية من أمراء سرايا وكتائب وقياديين في التنظيم الإرهابي دفع تنظيم درودكال إلى خيار شبكات الدعم، إلاّ أن حنكة قوات الجيش والاستراتيجية الجديدة في مكافحتها حالت دون ذلك، حيث تمكّن من تفكيك العديد منها عبر الوطن آخرها كان أمس في بمنطقة بن شود ببومرداس، والتي تضمّ 12 فراد، بينهم امرأة موظّفة كممرّضة، وتعدّ العملية الثانية خلال شهربالولاية بعد عملية بلدية جنّات. تفيد المعلومات المتوفّرة لدى (أخبار اليوم) بأن عناصر هذه الشبكة ال 12 ينحدرون كلّهم من منطقة بن شود، المعروفة بنشاط العناصر الإرهابية المنضوية تحت لواء كتيبة (جند الأنصار) تحت زعامة (الفرماش)، والتي يمتدّ نشاطها إلى غاية غابة ميزرانة الحدودية بين ولايتي بومرداس وتيزي وزو، وأن من بين عناصر ذات الشبكة نجد ممرّضة موظّفة في إحدى المؤسسات الاستشفائية بولاية تيزي وزو. واستنادا إلى مصادرنا فإن عناصرها كانوا يتنقّلون نحو قرى ولاية تيزي وزو لجمع الأموال باستخدام سيّارة أحدهم، وأسفرت عملية تفتيش منزل أحدهم من طرف عناصر الدرك الوطني عن العثور على أزيد من مليار سنتيم كانت مخبّأة داخل بيته. وللإشارة، فقد تمكّنت مطلع الشهر الجاري قوات الدرك الوطني ببومرداس من تفكيك شبكة دعم وإسناد الجماعات الإرهابية النشطة بمنطقة (كاب جنّات) تتكوّن من 5 أشخاص. حيث كشف التحقيق الذي باشرته مصالح الدرك أن العملية تعود إلى شكوى تقدّم بها أحد المواطنين القاطنين بمنطقة (جنّات) ضد أحد الأشخاص البالغ من العمر 40 سنة، قام بتهديده في حال لم يقدّم يد المساعدة لمجموعة إرهابية تنشط ببومرداس. وبناء على المعلومات تمكّنت الفرقة الإقليمية للدرك من تحديد هوية أفراد الشبكة بعد أن تمكّنت من حجز أدلّة تؤكّد علاقة هؤلاء المتورّطين بالجماعات الإرهابية النشطة بالمنطقة لتنصب كمينا أفضى إلى توقيفهم وتقديمهم أمام وكيل الجمهورية لمحكمة بومرداس، والذي أمر بإيداع أحدهم الحبس. في السياق ذاته، يرى متابعون للشأن الأمني ومسار (الجماعة السلفية) في الأسابيع الأخيرة أن هذه الخطّة التي تعتمد على جماعات الدعم والإسناد تبقى الخيار الوحيد الذي بقي أمام درودكال بعد القضاء على أغلب العناصر العملياتية خاصّة في (محور الموت): تيزي وزو، بومرداس البويرة، منهم أمراء سرايا وكتائب وقياديين في التنظيم الإرهابي ومن قدماء الناشطين في العمل المسلّح، إضافة إلى انكشاف أغلب عناصر الدعم والإسناد التي أصبحت معروفة ومطلوبة من طرف مصالح الأمن بعد تحديد هويتها، حيث قادت مصالح مكافحة الإرهاب حملة نوعية مركّزة ضد الخلايا النائمة المكلّفة بالدعم اللوجيستكي والقواعد الخلفية للتنظيم الإرهابي. كما يؤكّد مراقبون أن الوضع الداخلي المتردّي للتنظيم يعدّ أحد ارتدادات العمل الأمني الذي تمّ منذ نهاية السنة الماضية، ممّا جعل الانتقال إلى النشاط المسلّح المباشر مفروضا على قيادة درودكال بفعل الواقع وضغط القيادة في الجبال أيضا، خاصّة خلال العمليتين الناجحة خلال الشهر الفارط لعناصر الجيش بكلّ من (أغريب) وسيدي (علي بواناب). كما لم يستبعد متابعون للشأن الأمني أن تكون قيادة درودكال قد قرّرت (نقل) عناصر شبكات الدعم والإسناد إلى الجبال بعد إقحامها في الاعتداءات الإرهابية المباشرة في ظلّ تراجع التجنيد وقلّة العناصر العملياتية بعد القضاء على العديد منهم خلال الأشهر الأخيرة.