ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن هناك تقارير تفيد بأن الميليشيات المسيحية (انتي بالاكا) تعمل على منع المدنيين من مغادرة جمهورية إفريقيا الوسطى إلى الكاميرون وذلك من خلال مهاجمتهم على طول الطريق وسده مما يجبرهم على البقاء في الأدغال لعدة أشهر. وقالت ليز اهوا منسقة اللاجئين في المفوضية والتي قامت بزيارة ميدانية إلى الكاميرون (إن اللاجئين الذين يصلون إلى الكاميرون مصابون بصدمات أليمة فضلا عن الإصابات التي تعرضوا لها وإنهم يحتاجون إلى جميع أنواع المساعدات سواء جسديا أوعقليا أومن الناحية النفسية. وردا على سؤال حول ما إذا كان ما يحدث في إفريقيا الوسطى إبادة جماعية قالت أهوا "إن الوضع مروع وقد عبر لنا الفارون عن خوفهم إن الأشخاص الذين تحدثنا معهم قالوا إنهم فقدوا أحباء لهم. وأعربت عن نفس المخاوف التي أبداها كبار المسؤولين ومنهم الأمين العام للأمم المتحدة لأن ما يحدث في جمهورية إفريقيا الوسطى له أبعاد ضخمة ويتعين علينا تجنب حدوث مزيد من التدهور الذي قد يبلغ الذروة ليصبح إبادة جماعية". ووفقا للمفوضية فهناك ما يقارب عشرة آلاف شخص يصلون إلى شرق الكاميرون أسبوعيا من جمهورية إفريقيا الوسطى وذلك عن طريق عدة نقاط غير رسمية نظرا لهجمات الميليشيات مما زاد من التحديات التي تواجه المفوضية في مراقبة الحدود. وأعلنت المفوضية أنها ستطلق بالشراكة مع الوكالات الأخرى مناشدة لمزيد من التمويل والمساعدات لمواجهة تلك الأزمة وخاصة في الكاميرون. وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قالت السبت أن الميليشيات المسيحية في إفريقيا الوسطى تهاجم الأشخاص الذين يحاولون الفرارمن أعمال العنف الطائفي في البلاد. وفي سياق ذي صلة، قال مسؤول أممى، إن "الهجمات التى تشنها مجموعة أنت بالاكا المسلحة المسيحية، ضد المدنيين المسلمين، في إفريقيا الوسطى، مازالت مستمرة". وأوضح استيفان دورجيك، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفى بمقر المنظمة الأممية بنيويورك، إن "أنت بالاكا تشن هذه الهجمات على المدنيين أثناء رحلة فرارهم من العنف الدائر في البلاد إلى البلدان المجاورة". ومضى قائلا: "وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أعربت عن القلق البالغ إزاء إصابة العديد من الفارين من العنف، بجروح ناجمة عن طلقات نارية أو ضرب بالمناجل، وذلك خلال محاولة هروبهم من إفريقيا الوسطى إلى الكاميرون". وتابع دوجريك أن (موظفى مفوضية شئون اللاجئين في إفريقيا الوسطى، شاهدوا بأنفسهم أعدادا متزايدة من الأشخاص الذين يعبرون إلى الكاميرون عبر نقاط الدخول الحدودية النائية في محاولة للإفلات من هجمات عناصر أنت بالاكا). ونقل دوجريك عن روايات الفارين أن "عناصر ميليشيات أنت بالاكا قاموا بإغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى الكاميرون، وإجبار الفارين من العنف على السير في الأدغال لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى الحدود المشتركة بين إفريقيا الوسطى والكاميرون". وبحسب المتحدث الرسمى باسم الأمين العام، فإن الغالبية العظمى من الفارين من النساء والأطفال والمسنين، وجميعهم مسلمين، كما قال إن "هؤلاء الفارين أبلغوا موظفى مفوضية الأممالمتحدة بأن الرجال فضلوا البقاء في جمهورية إفريقيا الوسطى لإنشاء مجموعات الدفاع الذاتى لحماية مجتمعهم وماشيتهم". وتلا المتحدث الرسمى بيان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، الذي صدر أمس الخميس، وجدد فيه الدعوة إلى وضع حد فورى لعمليات القتل وغيرها من الانتهاكات الحقوق الإنسان التي لا تزال تتم دون عقاب في جمهورية إفريقيا الوسطى، ونوه دوجريك الى أنه نحو 10 آلاف شخص من المدنيين يعبرون الحدود الى شرق الكاميرون أسبوعيا. وبحسب إحصاءات أممية، فرّ أكثر من 290 ألف شخص إلى البلدان المجاورة نتيجة الصراع الدائر في إفريقيا الوسطى، فضلا عن نزوح أكثر من 650 ألف من المشردين داخليا.