شن جد الجندي الإسرائيلي الأسير، تسيفي شاليط، هجوما عنيفا ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووصفه ب"المجرم الذي يدير سياسة قد تؤدي عن وعي كامل إلى مقتل حفيده" الأسير، جلعاد شاليط. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن شاليط الجد: "إن العجز الذي يبديه نتنياهو عن إطلاق سراح شاليط ليس موضوعيا. إنما يستطيع أن ينهي هذه القضية بمكالمة هاتفية واحدة. لكنه يماطل ولا يبذل الجهد المطلوب، في حين تتدهور حالة ابننا جلعاد يوما بعد يوم في أسره عند حماس". ورفض نتنياهو اتهامات تسيفي شاليط، وقال إن حكومته، ورغم أنها قررت عدم التفاوض مع "إرهابيين"، فقد قررت احترام ما وافقت عليه الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت، وأدارت المفاوضات ونجحت في جلب شريط يثبت أن جلعاد حي وبذلك كرست مسؤولية حماس عن حياته. وكان نتنياهو قد أكد الاحد الأنباء التي صدرت عن حركة حماس، وفيها كشف النقاب عن أن المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى "شاليط مقابل إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني"، استؤنفت قبل أسبوعين. وفي حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، قال نتنياهو، إن هناك "جهودا كبيرة تبذل، تشارك فيها عناصر كثيرة، إلا أن غالبيتها يجب أن تظل مجهولة". من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أمس، أن الاتصالات للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تجددت مؤخرا، بعد نحو 10 شهور من رفض حماس لاقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلية. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن حركة حماس وافقت على تجديد المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى من النقطة التي توقفت عندها، وأن الوسيط الألماني وصل لإسرائيل وقطاع غزة قبل أسبوعين. وأضافت، نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية، قولها إن وساطة الألماني جيرهارد كونراد تجددت في أعقاب موافقة حركة حماس على العودة إلى المفاوضات حول الصفقة من النقطة التي توقفت عندها، مع أنها كانت قد هددت بفرض شروط جديدة للتفاوض. وقالت إنه منذ الثالث والعشرين من ديسمبر 2009 توقفت الاتصالات، ولم ترد حركة حماس على الاقتراح الأخير الذي قدمته إسرائيل، والذي بموجبه يتم إطلاق سراح 450 أسيرا اختارتهم حركة حماس، و550 أسيرا تختارهم إسرائيل كبادرة حسن نية مقابل إطلاق سراح شاليط. واشترطت إسرائيل عدم عودة هؤلاء الأسرى إلى بيوتهم في الضفة الغربية، وطلبت إبعادهم إلى غزة أو تركيا أو المغرب. وكان نتنياهو قد كشف في جوان الماضي عن الخطوط الحمراء التي وضعتها حكومته خلال الاتصالات، ومن ضمنها أنها ترفض إطلاق سراح أسرى كان لهم دور في مقتل أكثر من 10 إسرائيليين، وبينهم المسؤولون عن العمليات التي وقعت في "مقهى مومنت" و"هيلل" في القدسالمحتلة، وفندق "بارك" في نتانيا. كما ترفض إسرائيل إطلاق سراح أسرى ممن تحولوا إلى رموز خلال الانتفاضة الثانية، مثل مروان البرغوثي، وآمنة منى، وعباس السيد، وعبد الله البرغوثي. كما ترفض إسرائيل إطلاق سراح أسرى "يحملون المواطنة الإسرائيلية"، وذلك في إشارة إلى أسرى القدسالمحتلة وأسرى 48.