دعا عمّار غول رئيس حزب تجمّع أمل الجزائر (تاج) المعارضة إلى فتح باب النقاش والابتعاد عن عنف الشارع الذي يصل بالجزائر إلى طريق مسدود ورأى أن (إرادة الشعب فوق إرادة المشوّشين)، معتبرا أن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 17 أفريل مثالا حيّا لتكريس الديمقراطية والحرّيات والقناعات ودليلا قاطعا على سير العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية، وقال إنها عرس حقيقي يجب على كلّ الشعب الجزائري الاحتفال به، مشدّدا على أن فوز عبد العزيز بوتفليقة بتحدّي الرئاسيات يضمن الأمن والاستقرار. خلال الندوة الصحفية التي عقدها عمّار غول رئيس حزب (تاج) ومنشّط حملة الرئيس بوتفليقة أمس في مقرّ الحزب بالعاصمة أكّد أن الانتصار الساحق الذي حقّقه رئيس الجمهورية في الاستحقاقات هو انتصار الجزائريين.. (انتصار وقف بالمرصاد ضد العنف وفوضى الشارع والتدخّل الأجنبي محافظة على الهوية والدين واللّغة أساس قيام دوله القانون)، على حد قوله، موضّحا أن الشعب الجزائري صوّت لصالح بوتفليقة لأنه الأنسب والأصلح وبهدف استمرارية التعبير الإيجابي وبناء طموحات جديدة وأحلام جديدة. وقال غول إنه حان وقت الجدّ والعمل والتوجّه إلى تطبيق برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يهدف إلى إصلاحات جذرية أساسها محاربة البيروقراطية وتسليم المشعل لجيل الشباب على كلّ المستويات دون أن تكون هناك قطيعة أو تصادم للأجيال باعتباره -حسب ذات المتحدّث- العمود الفقري وأمل ومستقبل البلاد المعوّل عليه لقيادة الوطن والتطلّع إلى غد أفضل في بناء وحدة متكتّلة وترسيخ ثقافة التعايش السلمي والتآخي والتضامن في عمق الشعب الجزائري، على حد تعبيره. كما تطرّق المتحدّث إلى الاضطراب الداخلي والخوف من الانفلات الأمني الذي عاشته البلاد قبل الرئاسيات، لكن زال الخوف بعد فوز الرئيس وعودة الأمور إلى نصابها وتنفّس الشعب الجزائري الصعداء، معتبرا أن الشعب بطل قاوم الأزمات منذ الاستعمار إلى يومنا هذا وتجسّد ذلك أيضا من خلال إقباله على التصويت بكثافة على الرئيس بوتفليقة، وبالتالي فإنه اختار الأمن والاستقرار اللذين وضعهما فوق كلّ اعتبار. وأكّد رئيس حزب (تاج) أن الجزائر تحتاج إلى إصلاحات عميقة وسياسية تتكيّف مع المطالب والانشغالات والطموحات الجديدة، حيث سيعمل على صياغة دستور جديد يعمّق المكاسب السياسية على مستوى الحرّيات والديمقراطية وحقوق الإنسان ويكرّس دولة الحقّ والقانون، وذلك بإعطاء مكانة أفضل تليق بالمعارضة بهدف تجديد إيجابي وسياسي في المستقبل من خلال توافق أحزاب السلطة والمعارضة والعمل على خلق فضاء يجمع الجميع بعيدا عن العنف والحقد والفتنة، على حد تعبيره. وفي ردّه على سؤال ل (أخبار اليوم) حول الكيفية التي سيتعامل بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع الحراك الشعبي الذي تصنعه وتصطنعه بعض الجهات مثل (بركات)، أكّد عمّار غول أن مجال التحاور والتشاور مفتوح لجميع الجهات المعارضة للسلطة لإعطاء وجهات نظرها ومقترحاتها، موضّحا في نفس الوقت أن الشعب الجزائر اتّخذ قرار تأييد الرئيس في مسعاه وعلى الجميع أن يلتزم بأدبيات الفعل السياسي، معتبرا أن فوضى الشارع لا تأتي بالنتائج التي تخدم الجزائر وداعيا جميع من شارك ومن قاطع الاستحقاقات الرئاسية إلى الانخراط والمساهمة في التجديد السياسي من خلال البرنامج الذي سيعرض، وكذا تقديم مقترحاتهم والوصول اإى دستور توافقي وإصلاحات عميقة من غير تهميش لأيّ جهة، محذّرا كلّ من يحاول فرض رأيه بالقوة وباستعمال الشارع، فإرادة الشعب -حسبه- فوق إرادة المشوّشين الذي قال كلمته واختار عبد العزيز بوتفليقة زعيما لقصر المرادية.