تنتظر أزيد من 400 عائلة مقيمة بأسطح وأقبية عمارات بلدية باب الوادي من السلطات المحلّية الإفراج عنها بسكنات اجتماعية تنهي معاناتها مع حياة البؤس والهوان والهلع الدائم وتنتشلها من تلك الوضعية المزرية التي تعيشها منذ أكثر من 30 سنة، آملة في تجسيد الوعود التي قطعا لها المسؤولون المحلّيون بالمنطقة منذ فترة، كما تعلّق كلّ أحلامها على والي العاصمة عبد القادر زوخ. مليكة حراث أعربت العديد من السكان القاطنين بالبيوت الهشّة على مستوى باب الوادي في حديثهم مع (أخبار اليوم) عن استيائهم الشديد من الوضعية التي يعيشونها والمتواصلة منذ سنوات طويلة، والتي أرّقت حياتهم ونغّصت عليهم طعم العيش، مندّدين في السياق ذاته بمعاناتهم التي تتضاعف وتتفاقم بصفة يومية نتيجة الأوضاع الكارثية التي يتخبّطون فيها بسبب تصدّع الأسقف والجدران المتمثّلة في الصفائح، وأبدوا استياءهم من وضعيتهم، خصوصا وأنهم قاموا بإيداع ملفات السكن على مستوى بلدية باب الوادي منذ عقود. وأضاف هؤلاء الذين رفعوا شكاويهم عبر (أخبار اليوم) إلى السلطات المعنية أنه لم يعد في استطاعتهم مسايرة الوضع وتحمّل المزيد من تلك المعاناة، حيث أوضحوا أن ظروف العيش لا تطاق خاصّة في فصل الشتاء، أين تكبّدوا معاناة بسبب تسرّب مياه الأمطار إلى داخل البيوت التي ألحقت بهم أضرارا بليغة، ناهيك عن ارتفاع نسبة الرّطوبة التي أدّت إلى إصابة بعضهم بالحساسية وضيق التنفّس والربو وغيرها من الأمراض المزمنة التي أصبحت هاجسهم طالما أنهم لا يزالون يقيمون في تلك السطوح والعمارات. ونفس الكوارث والأوضاع المزرية تعيشها تلك العائلات في فصل الصيف، حيث تنتشر الأوساخ والرّوائح والحشرات الضارّة كالبعوض والجرذان، ناهيك عن درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من الصفائح، وهو ما يشكّل خطرا حقيقيا على صحّتهم. كما استنكر بعض المواطنين سياسة التهميش التي يتعرّضون لها من طرف السلطات المحلّية التي ضربت طلباتهم عرض الحائط، مؤكّدين أن هذه الأخيرة اكتفت بتقديم الوعود الكاذبة. وأضاف هؤلاء السكان أنه تمّ في العام الماضي تنصيب لجنة قامت بإحصاء تلك البيوت التي وصل عددها إلى أكثر من 400 بيت، وبعد معاينتها لتلك الجحور أكّدت أن سكناتهم وصلت إلى درجة متقدّمة من التدهور والهشاشة ولهم الأولوية في الاستفادة من سكنات جديدة في أقرب الآجال. وأضاف هؤلاء أنهم توجّهوا مرارا إلى مقرّ بلدية باب الوادي من أجل الاستفسار عن الأمر، وأكّد لهم أحد المسؤولين بالبلدية أن وضعيتهم محلّ دراسة وهناك مشروع لترحيلهم إلى سكنات اجتماعية جديدة، لكن السكان استاءوا من عدم تحديد موعد للترحيل في أقرب فرصة، ممّا جعلهم يتخبّطون إلى اليوم في مشاكل لا تعدّ ولا تحصى. وفي اتّصالنا مع أحد المسؤولين ببلدية باب الوادي أكّد لنا أن هذه الأخيرة قامت برفع طلب إلى السلطات العليا من أجل تزويد تلك العائلات بالسكنات اللاّئقة ضمن برنامج رئيس الجمهورية الوطني الهادف إلى القضاء على سكنات القبو والأسطح بالعاصمة، وأضاف أن القاطنين في الأسطح والعمارات المهدّدة بالسقوط يوجدون ضمن قائمة المرحّلين شهر جوان.