أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، أمس الأول، أن الجزائر لا ترد على الاستفزاز والتهجمات التي يطلقها النظام المغربي في كل مرة إلا بالطريقة الدبلوماسية، ولا تتخذ بشأن ذلك أي إجراء خارج إطار الهيئات المسؤولة عن تسيير علاقاتها مع الدول المجاورة لا سيما مع المغرب، مُشيرا إلى المواقف المغربية المنفردة والتي لا تدل إلا على ما تريده مما يزيد من تعثرات المفاوضات بينها وبين البوليزاريو· وأوضح مدلسي الذي حلّ ضيفا على القناة الإذاعية الوطنية الثالثة في رده عن سؤال حول المظاهرات المغربية الأخيرة في الحدود مع الجزائر أن الدبلوماسية الجزائرية لا تتخذ أي إجراء خارج إطار الهيئات المسؤولة عن تسيير علاقاتها مع الدول المجاورة وخاصة مع المغرب، مضيفا أن الوضع في الجزائر جد هادئ فيما يتعلق بهذه المسألة، لكونها تدافع عن الصحراويين تماما كما دافعت منذ سنين خلت عن شعب تيمور الشرقية وهي مسألة مبدأ· كما أكد أنه أمام هذه الاستفزازات بلغته شخصيا في العديد من اللقاءات الدولية أصداء تفيد بأن موقف الجزائر الحكيم يحظى بالترحيب· وقال أن الجزائر لا ترد على الاستفزاز وهذا لا يعني أنه ليس بوسعها بعث رسالتها فباستطاعتها أن تقوم بذلك دون اللجوء إلى حملة اللافتات· وعن سؤال حول رأيه حول التهجمات على الجزائر في كل مرة يتم فيها تنظيم مفاوضات بين المغرب والبوليزاريو وهذه الرغبة في إقحام الجزائر، رد مدلسي أن لوائح مجلس الأمن والجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة تبرز بوضوح أن الجزائر ليست طرفا في النزاع وهذا أحسن رد للمجتمع الدولي في هذا الشأن· وبعد أن أبرز الطابع الأخوي الذي يربط بين الجزائر والمغرب على مستوى المسؤولين تساءل الوزير حول وجود داخل المملكة المغربية فاعلين ليسوا مرتبطين بالضرورة بالقرارات السياسية على أعلى مستوى لكنهم يشاركون نوعا ما في بث الغموض· مُشيرا أنه لا شيء يمكن أن يفرق بين الشعبين الجزائري والمغربي ما من شيء قد يمنع الجزائر من الدفاع عن مبادئها المعترف بها عالميا· من جهة أخرى، أكد الوزير مدلسي أن الحركية الجديدة للمفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب التي باشرها السيد كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة متعثرة بسبب موقف المغرب الذي يشل المفاوضات حول أي حل آخر غير الحل الذي يريده، برفضه التطرق إلى الحل الآخر المتمثل في تنظيم استفتاء تقرير المصير· وذكر الوزير أن الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة التي تنظم سنويا اجتماعا حول هذه المسألة أكدت ضرورة تنظيم استفتاء تقرير المصير، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بمسألة تصفية استعمار· وأكد مدلسي بهذا الخصوص أن الجزائر تأمل في أن يتمكن الطرفان من خوض مفاوضات حقيقية تأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل واحد منهما· وبخصوص مسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، أشار الوزير إلى أن جبهة البوليزاريو لم تكف عن مطالبة المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأممالمتحدة السيدة نافانيتيم بيلاي بإرسال بعثة تقييم وتحقيق إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين وإلى الأراضي المحتلة، متأسفا لغياب رد واضح على هذه المسألة لحد الآن· وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية أن الجزائروفرنسا تسير نحو منعطف جديد يحكمها التطلع إلى المستقبل بشرط أن لا يكون التلفظ بأي كلام يخص الماضي، موضحا أن العلاقات مع فرنسا بصدد اتخاذ منحى جديد يرغب فيه الطرفان، مذكرا بوجود علاقة إستراتيجية بين البلدين· وذكر في الوقت ذاته بالزيارات الأخيرة لعدد من المسؤولين الفرنسيين إلى الجزائر على غرار زيارة السيد كلود غيان الأمين العام لقصر الإليزي والسيدة ميشال أليو ماري وزيرة العدل التي وصفها بالشخصية السياسية المرموقة وصديقة الجزائر، حتى أن الجزائر - يضيف الوزير- بصدد استقبال جان بيار رفران قريبا الذي سيبحث المسائل الإقتصادية مع وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الإستثمار السيد محمد بن مرادي من أجل البحث في مجال التعاون ذي فائدة بين البلدين·