مدلسي يؤكد أن الجزائر تربطها ببلدان الساحل علاقة تعاون إيجابي أكد وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي، أن الجزائر تربطها علاقة ''تعاون إيجابي'' مع دول منطقة الساحل، موضحا على هامش العرض المقدم من طرف الوزير الاول السيد احمد أويحيى أمام نواب المجلس الشعبي الوطني بخصوص بيان السياسة العامة، أن الموقف الجزائري إزاء الساحل تمثل في جمع دول المنطقة و''اقتراح إطار عمل يضمن تنسيقا أكبر لنشاطات مكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة''. كما ذكر السيد مدلسي في حديث عبر أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية اول أمس أن الجزائر تواصل العمل حتى يكون استعمال الصور عبر الساتل لأغراض إجرامية ''مؤطرا في القانون الدولي'' ، مذكرا بأن ندوة الاتحاد الدولي للاتصالات التي تنعقد بغوادا لخارا (المكسيك) وافقت على مشروع لائحة في هذا الشأن. كما أكد السيد مدلسي في السياق على ''ضرورة'' تسليط الضوء على ما يقوم به مسؤولو ومؤسسات هذه البلدان بخصوص الوضع في المنطقة. وفيما يتعلق بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، اشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن البلدين ''لا يسعهما سوى التطلع إلى المستقبل''، لكن ذلك لا يعني ''التلفظ بأي كلام يخص الماضي''. وأوضح أن العلاقات مع فرنسا ''بصدد اتخاذ منحى جديد يرغب فيه الطرفان''، مذكرا بوجود علاقة ''استراتيجية'' بين البلدين وأن ''الاوضاع المتوترة والمحددة نسبيا التي عشناها خلال الأشهر الأخيرة قد أفسحت المجال للمزيد من الانفتاح''. في هذا السياق؛ ذكر السيد مدلسي بالزيارات الأخيرة لعدد من المسؤولين الفرنسيين إلى الجزائر على غرار زيارة السيد كلود غيان الأمين العام لقصر الإليزي والسيدة ميشال أليو ماري وزيرة العدل التي وصفها ب ''الشخصية السياسية المرموقة'' و''صديقة الجزائر''. وأردف الوزير ''نحن بصدد استقبال، قريبا، السيد جان بيار رفران الذي سيبحث المسائل الاقتصادية مع وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي''. وأوضح السيد مدلسي أن هذا البحث سيتم ''ليس تحت زاوية النزاع لأنه ليس هناك نزاع ولكن من باب معرفة ماعسانا فعله من أجل تحويل الإمكانيات التي يزخر بها البلدان إلى مزيد من المشاريع الملموسة وذات فائدة''. الجزائر لا تردّ على استفزازات المغرب وبخصوص العلاقات مع المغرب، أكد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر ''لا ترد على الاستفزاز'' ولا تتخذ أي إجراء خارج إطار الهيئات المسؤولة عن تسيير علاقاتها مع الدول المجاورة لا سيما مع المغرب. وأوضح السيد مدلسي فيما يتعلق بالمظاهرات المغربية الأخيرة في الحدود مع الجزائر أن ''الدبلوماسية الجزائرية لا تتخذ أي إجراء خارج إطار الهيئات المسؤولة عن تسيير علاقاتها مع الدول المجاورة وخاصة مع المغرب''. وأضاف قائلا ''إن الوضع في الجزائر جد هادئ فيما يتعلق بهذه المسألة (النزاع بين المغرب وجبهة البوليزاريو)، لأننا ندافع عن الصحراويين تماما كما دافعنا منذ سنين خلت عن شعب تيمور الشرقية وهي مسألة مبدأ''. وعن سؤال حول رأيه حول التهجمات على الجزائر في كل مرة يتم فيها تنظيم مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليزاريو وهذه الرغبة في إقحام الجزائر، رد السيد مدلسي أن لوائح مجلس الأمن والجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة تبرز بوضوح أن الجزائر ليست طرفا في النزاع وهذا أحسن رد للمجتمع الدولي في هذا الشأن. وبعد أن أبرز الطابع الأخوي الذي يربط بين الجزائر والمغرب على مستوى المسؤولين، تساءل الوزير حول وجود داخل المملكة المغربية ''فاعلين ليسوا مرتبطين بالضرورة بالقرارات السياسية على أعلى مستوى لكنهم يشاركون نوعا ما في بث الغموض''. وأكد السيد مدلسي أنه ''لا شيء يمكن أن يفرق بين الشعبين الجزائري والمغربي وما من شيء قد يمنع الجزائر من الدفاع عن مبادئها المعترف بها عالميا''. كما أوضح من جهة اخرى أن الحركية الجديدة للمفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب التي باشرها السيد كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للامين العام لمنظمة الاممالمتحدة ''متعثرة'' بسبب موقف المغرب الذي ''يشل'' المفاوضات حول اي حل آخر غير الحل الذي يريده. وأشار السيد مدلسي إلى ان ''هذه الحركية متعثرة بسبب موقف احد الطرفين وهو المغرب الذي يشل المفاوضات حول اي حل آخر غير ذلك الذي يريده برفضه التطرق إلى الحل الاخر المتمثل في تنظيم استفتاء تقرير المصير''. وذكر الوزير أن الجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة التي تنظم سنويا اجتماعا حول هذه المسألة اكدت ''بوضوح'' ضرورة تنظيم استفتاء تقرير المصير، مشيرة الى أن الامر يتعلق بمسألة ''تصفية استعمار''. وأكد السيد مدلسي أن الجزائر تأمل في أن يتمكن الطرفان (جبهة البوليزاريو والمغرب) من خوض مفاوضات حقيقية تأخذ بعين الاعتبار انشغالات كل واحد منهما''. وفيما يخص مسألة حقوق الانسان في الصحراء الغربية، اشار الوزير الى ان جبهة البوليزاريو ''لم تكف ابدا عن مطالبة المفوضة السامية لحقوق الانسان التابعة لمنظمة الاممالمتحدة السيدة نافانيتيم بيلاي بإرسال بعثة تقييم وتحقيق الى مخيمات اللاجئين الصحراويين وإلى الاراضي المحتلة'' متأسفا ''لغياب رد واضح على هذه المسألة لحد الآن''. على صعيد آخر، حذر وزير الشؤون الخارجية من أن احتمال حدوث انقسام في السودان عقب الاستفتاء القادم قد يكون له انعكاسات على بلدان القارة الافريقية بحيث قد يؤدي ذلك إلى إحداث نفس الوضعيات في هذه البلدان. وذكر الوزير بأن الجزائر كانت قد أعربت عن تضامنها مع السودان وسعت من أجل أن يكون للحكومة السودانية الإمكانيات لتنظيم هذا الاستفتاء في أفضل الظروف الممكنة.