نسمع في هذه الأيام هنا وهناك وبجل ولايات الوطن عن رجال بل عفوا أشباه رجال أطاحوا بالكثير من الضحايا بعد أن اغتنموا ركض بعد النسوة وراء تحقيق حلم الزواج خوفا من فوات القطار وأضحت بذلك العنوسة سبيلا في أياديهم للإيقاع بالنسوة، وحصد الملايين منهن بعد إيهامهن باستثمار تلك المبالغ في جلب عش الزوجية، فتقوم المسكينة بجمع مبلغ معتبر يكون في الكثير من الأحيان شقاء عمرها، بل منهن حتى من رهنت أو باعت حليها من اجل فارس الأحلام الذي انقلب بين عشية وضحاها إلى ثعبان ألقى بسمه عليها مغتنما طيبتها وسذاجتها. والغريب في الأمر أن هؤلاء يستعملون كافة الاحتياطات والاجراءات حتى لا تشك بها الفتاة أن فارس الأحلام ينوي الغدر بها، بحيث يقوم بمراسيم الخطبة بجلب الأهل لترسيم خطبة الفتاة، ومن ثمة ترى الفتاة أن أبواب السعد قد فتحت لها وجاءت ساعة الفرج، وتضع في الخاطب كامل الثقة ولا تشك في يوم انه ذئب يتحين افتراسها في كل لحظة، دليل ذلك ما يطرح في المحاكم من عشرات القضايا من ذاك القبيل بصفة روتينية. وقد اغتنم هؤلاء الأنذال المشكل التي تعاني منه الكثير من النسوة اللواتي تقدمن في العمر وحلمهن هو الزواج وفتح بيت في الحلال فيلتقين بأولاد الحرام ليمارسن تلك الممارسات الدنيئة في حقهن، وعادة ما يتحجج هؤلاء بمشاريع السكن التي تتطلب أموالا طائلة فيبنينا أحلاما لهؤلاء النسوة بالعيش المنفرد وذلك ما تطمح إليه كل فتاة لاسيما من تقدم بها العمر من اجل الاستقلالية والعيش السعيد مع من اختارته شريكا والذي تحول بين عشية وضحاها إلى ذئب مفترس استولى على كل ممتلكاتها وما ادخرته للشدائد والأيام الحالكة. وقد وصلت تلك المبالغ إلى مئات الملايين ولا نقول العشرات إضافة إلى الذهب الذي تقوم الفتاة ببيعه أو رهنه لتقف موقف شجاع أمام رجل جبان قصدها من اجل الغدر بها والإفلات من بعد دون رجعة، ذلك ما تتكبده نساؤنا مع أشباه الرجال الذين وصلت بهم نذالتهم إلى حد العبث بمن تقدم سنها ولم يكتب لها الله الزواج لحكمة يعلمها هو، وبعد أن صار الحديث عن تأخر الزواج طابوها في الجزائر ترعب منه الكثير من الفتيات، ما ولد مجموعة كبيرة مكن المظاهر المشينة وكأن الساعة قربت، على غرار الزواج المبكر للفتيات الصغيرات مع رجال يكبرونهن في السن ذلك ما يخلق انعدام التناسب بينهما سواء من حيث طريقة التفكير أو من حيث الطباع بالنظر إلى تخوف العائلات من مطاردة شبح العنوسة لبناتها، وباتت تعرضهن وهن صغيرات، ناهيك عن الجرائم التي يتورط فيها بعض الأنذال مؤخرا بعد إيقاعهم بنسوة تقدم بهن السن وشارفن على بلوغ العقد الرابع والخامس من اجل السطو عليهن بعد إيهامهن بالخطبة والزواج بهن بغرض حصد الملايين منهن ذلك ما نسمع به هنا وهناك وعالجته أروقة المحاكم مرارا وتكرارا. لذلك وجب تغيير العقليات والذهنيات الشائعة في المجتمع ومحو النظرة الدونية التي تطارد الفتاة بمجرد بلوغها سنا معينا مما يوقعها بمطبات تكلفها الكثير، وعلى هؤلاء الرجال أن يتقوا الله في أنفسهم وعدم زيادة متاعب تلك الفئات التي ملأ تفكيرها اليأس والقنوط بسب الذهنيات البدائية المنتشرة هنا وهناك في ظل ضعف شخصية بعضهن مما سهل عل تلك الأخيرة الفتك بهن وإيصالهن إلى ما لا يحمد عقباه.