اشترط رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اعتراف الفلسطينيين ب"يهودية دولة إسرائيل" لاستمرار التفاوض في "عملية السلام". ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل" عن نتنياهو قوله في مؤتمر حول "مستقبل الشعب اليهودي" عقد في القدس بمشاركة زعماء يهود من كافة أنحاء العالم: "إن تل أبيب ستسعى بكل ما في وسعها لمنع الإسلاميين الأصوليين من تحقيق أهدافهم"، في إشارة إلى حماس. وأضاف أن "السلام ممكن ولكنه يتطلّب تنازلات وليس فقط من الجانب الإسرائيلي بل من الجانب الفلسطيني"، لافتا إلى أن اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية سيكون "السبيل الوحيد للسلام"، و"أن السلام الذي يمكنه أن يصمد هو السلام الذي يمكن حمايته، لذلك يجب أن يكون هناك ضمانات في اتفاق السلام على أن يكون دائماً". وقال نتنياهو أنه "لا مستقبل لليهود بدون إسرائيل"، مشددا على أن هذا المستقبل يعتمد على مستوى التزام اليهود حول العالم تجاه إسرائيل، لافتا إلى أن الدفاع عن اليهود في العالم ممكن من خلال "دولة يهودية قوية"، إلا أنه اعتبر أن الإنجازات التي حققتها إسرائيل طوال الستين عاماً الماضية "عظيمة" ولكنها ليست كافية. وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أن إسرائيل تواجه ضغوطاً وتحديات أكثر من أي دولة أخرى في العالم في إشارة إلى إيران حيث قال: "هناك دولة في الشرق تبذل كل ما في وسعها لتطوير أسلحة نووية لتدميرنا". وتابع "الدفاع يتطلّب أموالاً. وليس أمامنا سبيل للحصول على هذا المال من دون اقتصاد قوي يقوم على إنجازات المجتمع". من ناحية أخرى، حذر مصدر بالحكومة الإسرائيلية من أن إسرائيل سوف تتخذ إجراءات أحادية الجانب، في حالة لجوء الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة لإعلان إقامة دولتهم. وصرح المصدر لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بأن إسرائيل سوف تتخذ إجراءات أحادية الجانب إذا لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات، وسعوا للحصول على مساندة الأممالمتحدة لخطوات أحادية للإعلان عن دولة داخل حدود ما قبل عام 1967. وأضاف "إذا كان الفلسطينيون يعتقدون أن الخطوات الأحادية طريق ذو اتجاه واحد، للأسف فإنهم مخطئون.. هذا خيار متاح للجانبين". وكان هناك تكهنٌ بأن إسرائيل ربما تبحث إحياء بعض عناصر أفكار "التجميع"، التي طرحها رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، والتي تتعلق بانسحاب من جانب واحد من مناطق معزولة في الضفة الغربية وإخلاء المستوطنات ونشر جنود هناك بدلاً منهم، ولكن لم يكن هنا تأكيد رسمي لأي خطة من هذه الخطط. يذكر أن اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية قد أكدت الأسبوع الماضي، أنها ستدرس بعمق كل الخيارات المطروحة في ظل تعثر المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، ومنها خيار التوجه إلى الأممالمتحدة لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 جوان 1967.