أكّد صالح عصّاد، أحد صانعي ملحمة خيخون التي قهرنا فيها ألمانيا (2 - 1)، أن الجيل الحالي بإمكانه إعادة قهر المنتخب الألماني مساء اليوم، شريطة التحلّي بالإرادة والتركيز وتحصين خطّي الدفاع والوسط، مشيدا بثنائي الهجوم ابراهيمي وجابو الذي قال عنه (إنه سيجعل الكثير من النّاس تتحدّث عنه طويلا في المستقبل). * باعتبارك أحد نجوم منتخب الجزائر الذين انتصروا على ألمانيا في مونديال إسبانيا 1982 كيف تنظر إلى مواجهة ألمانيا مجدّدا في مونديال البرازيل؟ هل تراها فرصة للثأر؟ ** بصراحة لا أحبّذ كلمة الثأر رغم مرارة المؤامرة ضدنا، وقد سألني الكثير من النّاس عن فرصة الجزائر للثأر من ألمانيا فأجبتهم بأنني لا أحبّذ هذه الكلمة حتى لا أضع اللاّعبين في جو من الضغط هم في غنى عنه. ثمّ إن الجيل الحالي للمنتخب الجزائري يختلف عن جيلنا في 82، وكلّ جيل بلاعبيه ورجاله وشخصياته. كما أن المباريات تختلف معطياتها من مباراة إلى أخرى، ومن زمن إلى آخر، لذلك أقول إن جيلنا في 82 صنع التاريخ وبإمكان الجيل الحالي أن يصنع أكثر ممّا صنعه حتى الآن شريطة التحلّي بالإرادة والعزيمة وإثبات شخصياتهم فوق الميدان. * هل يمكن لهؤلاء اللاّعبين أن يقفوا في وجه ألمانيا؟ ** ولِمَ لا؟ الكرة ليست علوما دقيقة، كما أنه لا شيء مستحيل فيها. صحيح أن المنتخب الألماني قوي جدّا ويملك لاعبين ممتازين ويعدّ أحد المرشّحين بالتتويج باللّقب، لكن أرى أن لاعبينا بخفّتهم قادرون على قلب الطاولة عليهم إذا لعبوا كما فعلوا أمام كوريا الجنوبية وروسيا مع تلافي بعض الأخطاء وتحصين خطّي الدفاع والوسط، وأن يثقوا في قدراتهم وإمكاناتهم وبأنه في مقدورهم تحقيق الفوز عليهم كما فعلنا نحن في 82. * كيف وجدت المنتخب الجزائري في مبارياته الثلاثة؟ ** في المباراة الأولى لم يقدّم شيئا ولعب بخطّة دفاعية حذرة جدّا، لكن مع إدخال تغييرات في المباراة الثانية وتنشيط الهجوم بلاعبين مهرة، على غرار فغولي وابراهيمي وجابو وسليماني نجحوا في تقديم صورة جميلة عن الكرة الجزائرية وانتزعوا تأهّلا مستحقّا. هذا الآداء اللاّفت مردّه وجود لاعبين مهرة في الهجوم الذين لفتوا انتباهي، كما غيري، بآدائهم المميّز وساهموا في تنشيط الهجوم مثل ابراهيمي وسليماني وفغولي وجابو. أعتقد أن الثنائي جابو وابراهيمي سيجعل النّاس تتحدّث عنه كثيرا مستقبلا. * هل سيذكّر هذا الثنائي الجمهور بالثنائي عصّاد-ماجر؟ ** يبتسم عصاد ويقول: إن شاء اللّه ولِمَ لا؟ * ما هو تعليقك بعد أن اِلتحق بك المهاجم سليماني كأفضل هدّافي المنتخب الجزائري في المونديال (هدفان لكلّ منهما)؟ ** واللّه فرحت له كثيرا كما فرحت لنجاح المنتخب ككل، أتمنّى أوّلا أن يؤدّوا مباراة كبيرة أمام ألمانيا ويؤمنوا بقدراتهم ويلعبوا دون ضغط أو خوف من الألمان. كما أتمنّى ل (سليماني) أن يسجّل ثالثا ورابعا ويحطّم رقمي القياسي لأن في ذلك مصلحة المنتخب والجزائر ككلّ.