* مذابح في قفص الاتّهام.. وبن حليمة يصرّح: "اتّقوا اللّه في إخوانكم" أفتت وزارة الشؤون الدينية مؤخّرا بأن عملية صعق وصرع الدواجن حرام شرعا، وكان من المفترض تنفيذا لفحوى هذه الفتوى أن تسارع الحكومة إلى سحب المرسوم الوزاري الذي (يجيز) صعق وصرع الحيوانات وبينها الدجاج قبل ذبحها، غير أن هذا الأمر لم يتمّ، ما يعني استمرار استيراد دجاج غير مذبوح وفق الشريعة الإسلامية، مع إمكانية قيام مذابح بصعق الدجاج قبل ذبحه، ما جعل مختصّين يؤكّدون أن جزءا من اللّحم الذي يتناوله الجزائريون (جيفة)، محمّلين الحكومة مسؤولية استمرار هذه (المصيبة). المجلس العلمي الوطني التابع لوزارة الشؤون الدينية فصل مؤخّرا في عدد من القضايا التي صنعت جدلا واسعا وأثارت اهتمام الرأي العام، في مقدّمتها الفتوى التي أصدرتها وزارة القاضية بتحريم صعق وصرع الدجاج قبل ذبحه باعتبارها محور النقاش في اختتام أشغال النّصف السنوي للمجلس العلمي للإفتاء والتوجيه الديني التي أقيمت في غرداية، والذي بحث في عدّة قضايا ونظر في مدى مطابقتها لمبادئ الدين الإسلامي وأفتى بتحريم استهلاك الدجاج المصروع قبل ذبحه. وبالرغم من الفتوى التي أصدرها المجلس العلمي لوزارة محمد عيسى إلاّ أن تطبيقها على أرض الواقع مازال بعيد المنال في ظلّ استمرار العمل بالمرسوم الوزاري السابق الذي صدر في زمن الوزير بوعبد اللّه غلام اللّه الذي لا يرى حرجا في استخدام الصرع والصعق والتدويخ كوسيلة ل (تسهيل) ذبح الدجاج وغيره، ما يعني بقاء المستهلك المواطن الجزائري بالدرجة الأولى يستهلك لحوما محرّمة شرعا يُجهل مصدر بعضها. وأجمعت معظم الجهات المختصّة في تصريحات ل (أخبار اليوم) على ضرورة التصدي للعملية المستمرّة ووضع حدّ لنشاط المؤسسات التي مازالت تصرع وتصعق الحيوانات قبل ذبحها، داعية السلطات المعنية إلى محاربة ومحاسبة مرتكبي الجريمة باعتبارها محرّمة شرعا في انتظار منعها قانونا بقوة فتوى وزارة محمد عيسى. سمير قصوري: "أوقفوا الجريمة.." نبّه سمير قصوري، المكلّف بالإعلام بجمعية حماية المستهلك، المذابح المعنية بتطبيق القانون على أرض الواقع وشدّد على ضرورة التوقّف فورا عن هذه العملية، محذّرا إيّاها من استمرارها في عملها لوحدها دون سابق إنذار بعد إصدار الفتوى المذكورة، داعيا السلطات المعنية في حال لم تتوقّف وتعترف بالقرار إلى إلزامهم بالقوة باحترام ما جاء في فتوى وزارة الشؤون الدينية. وأشار قصوري في ذات الوقت إلى أن المجلس العلمي الوطني التابع لوزارة الشؤون الدينية فصل وجزم نهاية الشهر الماضي في غرداية بتحريم فتوى صرع وصعق الدجاج قبل ذبحها، موضّحا أن المؤسسات الرقابية المخوّلة بالقرار وجب عليها التبليغ الفوري بالمذابح التي مازالت تقوم بالعملية. الشيخ يوسف بن حليمة: "الجزائريون يأكلون الجيفة" دعا الشيخ يوسف بن حليمة، إمام مسجد (العربي تبسي) بحسين داي، في العاصمة، المذابح التي مازالت لم تطبّق فتوى تحريم صعق وصرع الحيوانات قبل ذبحها إلى التوقّف فورا، قائلا إن المواطن الجزائري يأكل (الجيفة) في ظلّ إصرار بعضها على مواصلة (الجريمة)، داعيا أصحاب تلك المذابح إلى أن يتّقوا اللّه عزّ وجلّ في هذه الأمّة التي أوكلت إليهم المسؤولية وأمّنتهم على نفسها. وفي ذات السياق، حمّل ذات الإمام المسؤولية الواقعة على عاتق المعنيين المصرّين على عملهم دون الاكتراث للقانون أو الشريعة الإسلامية لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته)، معتبرا أن عدم تطبيق الفتوى يجعلها لا معنى لها، لذلك وجب تطبيقها ومن حقّ الجزائريين أكل الحلال لقول اللّه تعالى: {يا أيّها الذين آمنوا كلوا من طيّبات ما رزقناكم واشكروا اللّه إن كنتم إيّاه تعبدون}. وزارة التجارة جنّدت 7 آلاف عون لمراقبة المخالفين للقانون أفادت (م. بسمة)، المكلّفة بالإعلام بوزارة التجارة، بأن الوزارة جنّدت 3500 فرقة مكوّنة من شخصين، ما يعادل 7 آلاف عون للمراقبة، مؤكّدة أن المراقبة الشديدة والمستمرّة باعتبارها الأهمّ في القضية، موضّحة أن وزارة التجارة لم تهيكل بعد لتراقب ولكن تسعى بكلّ الطرق لمحاربة ومتابعة كلّ من تسوّل له نفسه مخالفة القانون. وأوضحت المكلّفة بالإعلام أن الوزارة تتبع تعليمات الفتوى التي أصدرتها وزارة الشؤون الدينية، مؤكّدة أن الوزارة تمنع مثل التصرّفات التي يمنعها القانون وتحرّمها الشريعة، معتبرة أنها غير عقلانية. وفي سياق ذي صلة أشارت ذات المتحدّثة إلى أن وزارة التجارة ترسل يوميا فِرقا إلى الميدان لمراقبة الأنشطة التجارية المخالفة للقانون، موضّحة أن وزارة التجارة تتبع ما تصدره وزارتي الشؤون الدينية والفلاحة باعتبارها طرفا مُهمّا ومعنيا بالقضية.