أغلب الناس يكون متلهفًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، ويعاهد ربه على فعل كذا وكذا من الطاعات، وبعد مرور أيام قليلة من هذا الشهر الفضيل إذا بالهمم تضعف، والقوى تخور، ولا تقوى ربما حتى على صلاة القيام، وبالكاد يستطيع أغلب الناس تأدية أعمالهم الاعتيادية بشكل شبه طبيعي، يرجع ذلك لعدم دراية أغلب الناس بالأسلوب الغذائي الصحيح، ولعدم وجود التوعية الصحية الجيدة، وجهل الكثير بالنظام الواجب اتباعه لتأدية الغرض الصحي والشرعي من الصيام. حيث يسارع الكثير من الصائمين إلى تناول أنواع شتى من الحلوى بعد وجبة الإفطار، ويسرف في ذلك كثيرًا، فتكون ربة البيت قد أعدت ما لذّ وطاب من الحلوى المليئة بالسكريات والمواد الدهنية المشبعة التي هو في غنى عنها بما قد تناوله في بداية إفطاره من تمر أو رطب أو أي طعام حلو، فلا يحتاج لكل هذه الكميات من الحلوى التي تسبب السمنة المفرطة، وربما الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وبعد هذه المعركة العنيفة التي انتهت بهزيمة هذا الصائم الذي يظن أنه الفائز، يسعى جاهدًا في محاولات غير ناجحة لاستعادة شيء من نشاطه الذي فقده بعد كمية الإفطار وكمية الحلوى بعده، فيستعين بالمنبهات من القهوة والشاي وغيرها، فتعود عليه بالضرر البالغ، إذ يمنع الشاي امتصاص نسبة من الحديد الذي يحتوي عليه طعامه، ويجهد جهازه العصبي بذلك إجهادًا بالغًا، في حين أنه كان بإمكانه أن يتجنب ذلك بالاعتدال، فلا بأس بتناول القليل من الشاي أو القهوة بعد وجبة الإفطار بساعتين على الأقل. كما يخشى البعض أثناء النهار كثرة الحركة ظنًّا منه أن ذلك سوف يؤدي إلى سرعة الهضم، ومن ثمة يزيد شعوره بالجوع والعطش، فيحافظ على حركته فيمشي ببطء ويقوم ببطء ويفعل كل أعماله ببطء شديد، في حين إن ذلك يزيد من خموله ويقلل نشاطه ويعمل على إبطاء حركة الأمعاء، فيتسبب في سوء الهضم وضعف جهازه الهضمي. وبعض التمارين الرياضية قد تفيد كثيرًا في صباح اليوم؛ إذ تنشط الجهاز العصبي وتنشط الدورة الدموية، فيُقبِل الصائم على عمله بنشاط وعزيمة فيما فيه النفع للقلب والأوعية الدموية، وليس فيه ضرر عليه على الإطلاق. كيف يصوم مريض الأنيميا في رمضان؟ يعانى مريض الأنيميا من فقر في الدم، وقد يؤثر الصيام على تدهور حالته عند عدم اتباع إرشادات الطبيب المتابع، فكيف يصوم مريض الأنيميا في رمضان، وما النصائح التى يجب اتباعها في هذا الشهر الكريم توضح لنا الدكتورة ساحلي جويدة، أن مريض الأنيميا أهم ما يجب القيام به هو استعادة العناصر الغذائية التى يفقدها أثناء الصيام، خاصة وأنه يعاني من أعراض أثناء الصيام منها الإرهاق العام والصداع، وقد تصل إلى الإغماء في حالات فقر الدم الشديدة. أما بالنسبة لحالات الأنيميا المتوسطة يمكن للمرضى الصيام، ولكن يجب عليهم اتباع تعليمات من بينها تناول وإفطار متوازن، ويحتوى على كافة العناصر الغذائية، بالإضافة إلى الإكثار من تناول السوائل والعصائر، كما يجب تناول الأكلات التي تحتوي على عنصر الحديد بشكل كبير مرتين في الأسبوع على الأقل، بالإضافة إلى تناول الفواكه سواء الطازجة أو المجففة، وتشير الدكتورة جويدة إلى أنه في حالات الأنيميا الشديدة لا ينصح الطبيب بالصيام، خاصة عندما تكون نسب الهيموجلوبين في الدم تصل إلى 8 أو أقل وهو ما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في عضلة القلب، حيث يستطيع الإنسان سماع دقات قلبه، بالإضافة إلى ضعف التركيز والتنميل في الأطراف، وتقول دكتورة جويدة إنه في هذه الحالة يزيد احتياج الجسم إلى السوائل لتكوين الدم، واستكمال العمليات الحيوية في الجسم، وبالتالي تصعب عملية الصيام.